مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم ،مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على المصطفى خير المرسلين،وشفيع العالمين ،والشكور لربه والمتعبد له طوال الأيام والسنين،الذي أدى رسالته على أتم حكمة وموعظة وإرشاد وبرهان،وفصاحة وأخلاق وبر حتى علا هذا الدين،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
[آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{سورة النساء:1}
{سورة الأحزاب:70-71}
أما بعد:-
إن دور المرأة في المجتمع دور أساسي في نموه ونهضته، فهي التي تضع الجزء الأكبر من اللبنات الأساسية في المجتمع، لكونها المربية الأولى للأجيال، وتمتلك سلاح التأثير القوي وهو غريزة الأمومة، وتأكيدًا لدورها وفضائلها فقد حفظ الإسلام للمرأة كل حقوقها، وكان لها دورها الفعال في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين· فأخرجت أجيالاً من العلماء وساهمت في بناء حضارتنا الإسلامية.
وقد سطّرت المرأة في العصور القديمة والحديثة وخاصة في المجتمعات الإسلامية أسطراً من نور في جميع المجالات، حيث كانت ملكة وقاضية وشاعرة وفنانة وأديبة وفقيهة ومحاربة وراوية للأحاديث النبوية الشريفة وفيلسوفة وعالمة.
والمرأة المصرية برزت في مجالات مختلفة برزت في السياسة والصحافة والفن والأدب والبحث العلمي والعلوم التطبيقية حتى شهد العالم لها بدورها العظيم.
وإننا في هذا البحث بإذن الله تعالى سنتناول التعريف بخمس نماذج نسائية مصرية برزن في مجالي الفلسفة والعلوم.
وهن:-
1 - الدكتورة نجوى عبد المجيد.
2 – الدكتورة سميرة موسى.
3 – العالمة عزة فياض.
4 – الفيلسوفة هيباتيا.
5 - الطبيبة هيلانه سيداروس.
فانتبه معي أيها القارئ واقرأ باهتمام الدور العظيم الذي قامت هؤلاء النساء به.
الدكتورة نجوى عبد المجيد
استاذة علم الوراثة، ورئيسة قسم بحوث الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، في المركز القومي للبحوث في القاهرة، اول عالمة عربية تفوز بجائزة "لوريال يونسكو" لعام 2002، وذلك مكافأة على ابحاثها في علاج الاطفال المعاقين جينيا.
تستهل الدكتورة نجوى عبد المجيد الحديث عن بعض اسباب فوزها بالجائزة، بالقول: "نظرا لزيجات الاقارب الكثيرة في مصر تنشأ امراض غير موجودة في اوربا والعالم الغربي، بينها ثلاثة اكتشفناها كانت السبب الاول في منح الجائزة. أجرينا كذلك ابحاثا تتركز على مجموعة اطفال معاقين ذهنيا، او ما يعرف بالطفل "المنغولي"، ونشرنا مقالة، هي الاولى من نوعها، عن دور مضادات الاكسدة في تحسين سلوك هؤلاء الاطفال وتحسين ذكائهم بالتالي، مما يجعل فرص تعايشهم في المجتمع أمرا ممكنا".
السبب الآخر لنيل الجائزة كانت دراسة رائدة اعدتها نجوى في تسعينيات القرن الماضي، مع فريق من المهندسين الالكترونيين المصريين، تهدف إلى تطوير برامج حاسوب متعددة الوسائط، قادرة على جذب انتباه الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وحثهم على التفاعل مع محيطهم، ما يساعد على تطوير قدراتهم العقلية وتحسين مستوى معيشتهم.
و تقول د. نجوى إن:"أهم ما كان يميز ذلك البرنامج، هو ان الصور المبتكرة التي استخدمناها كانت مستمدة من البيئة المصرية. عندما بدأنا- مثلا- التحدث عن الاكل ابتعدنا عن المأكولات الغربية المجهولة في بيئتنا، واستخدمنا حروفا وكلمات مصرية يفهمها الطفل ويتجاوب معها".
و اضافة الى البحث في علاج الصمم الوراثي عند الاطفال، تعمل د. نجوى في مشروع رائد آخر يتضمن فكرة جديدة، تشرحها بحماس: "اعرّف المعاقين ذهنيا، بإسلوب مبسط، على اجزاء الحاسوب، وعلى خبايا البرامج المتعددة والمثيرة، ألقنهم كيفية استعمالها لولوج شبكة الانترنيت والتحدث مع من يحبون من الأصحاب.".
الدكتورة سميرة موسى
كان صراع والدتها مع مرض السرطان الدافع الرئيسى وراء اتجاه سميرة موسى الى دراسة العلوم بغية التوصل لاستخدامات نافعة للطاقة النووية، خاصة فى مجال الطب.
ولدت سميرة فى بلدة صغيرة فى الغربية وعندما اتمت دراستها بالكتّاب شجعها والدها على الإستمرار فى الدراسة فألحقها بمدرسة بنات الأشراف الثانوية التى اسستها نبوية موسى واستطاعت سميرة ان تحتل المركز الأول على القطر المصرى فى امتحان البكالوريا سنة 1935، فإستحقت المدرسة منحة التفوق الحكومية واستخدمتها نبوية موسى لإنشاء معمل لسميرة.
تخرجت سميرة موسى بتفوق مع مرتبة الشرف من كلية العلوم، جامعة فؤاد الأول، وساندها الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية، فأصبحت اول امرأة تحاضر فى الجامعة ثم حصلت سميرة على درجة الماجسيتر وسافرت لإنجلترا حيث حصلت على درجة الدكتوراة فى الإشعاع الذرى.
1 - اهتماماتها النووية:-
أولا:- حصلت علي شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات.
ثانيا:- سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت علي الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها علي المواد المختلفة.
2 - معادلة هامة توصلت اليها:-
أنجزت الرسالة في سنة وخمسة أشهر وقضت السنة الثانية في أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلق قبولاً في العالم الغربي آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، ولكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها د. سميرة موسى.
3 - اهتماماتها السياسية:-
*كانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة.
*قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948.
*حرصت علي إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي.
*نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم.
*توصلت في إطار بحثها إلى معادلة لم تكن تلقي قبولاً عند العالم الغربي كله.
4 - اهتماماتها الذرية في المجال الطبي:-
كانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: "أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين». كما كانت عضوا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة علي رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية".
5 – مؤلفاتها:-
تأثرت د. سميرة بإسهامات المسلمين الأوائل كما تأثرت بأستاذها أيضا د.مصطفي مشرفة ولها مقالة عن الخوارزمي ودوره في إنشاء علوم الجبر.
لها عدة مقالات أخرى من بينها مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية وأثرها وطرق الوقاية منها شرحت فيها ماهية الذرة من حيث تاريخها وبنائها، وتحدثت عن الانشطار النووي وآثاره المدمرة وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.
6 - سفرها للخارج:-
سافرت سميرة موسى إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا لتدرس في جامعة "أوكردج" بولاية تنيسي الأمريكية ولم تنبهر ببريقها أو تنخدع بمغرياتها ففي خطاب إلى والدها قالت: "ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، يبدءون كل شيء ارتجاليا.. فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب، كثيرون منهم جاءوا إلى هنا لا يحملون شيئاً علي الإطلاق فكانت تصرفاتهم في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر إلى بلد يعتقد أنه ليس هناك من سوف ينتقده لأنه غريب".
7 – مصرعها:-
استجابت الدكتورة سميرة إلي دعوة للسفر إلي أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي 5 أغسطس من عام 1952 م وعلى طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة - زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراة والذي- اختفي إلي الأبد.
8 - بداية الشك في حقيقة مصرعها:-
أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها.
9 – أحلامها التي لم تستطع تحقيقها بسبب موتها:-
*كانت تقول لوالدها في رسائلها: «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن اصنع اشياء كثيرة». علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (اشياء كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلي ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.
*في آخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلي مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.
10 – إهتمام العالم بها:- لا زالت الصحف تتناول قصتها وملفها الذي لم يغلق، وإن كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن الموساد، المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلي مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة.
عزة فياض
*فازت عزة فياض بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة الاتحاد الأوروبي للعلماء الشباب في دورتها الـ 23، وذلك عن مشروعها: إنتاج الإيثانول عن طريق تكسير المخلفات البلاستيكية البولي إيثايلين، والتي أقيمت في فنلندا عام 2011.
*عزة فياض ولتتذكروا هذا الاسم جيداً، بطلتنا اليوم، مثلها مثل سابقاتها من البطلات، وتشبه أيضاً جميع فتيات بلدها الذين في مثل سنها، ولكنها اختلفت عنهم بعقلها، فدعونا نتعرف عليها.
*بطلتنا ابنة الإسكندرية، واحدة من العلماء المصريين الذين ذهبوا إلى خارج حدود البلاد، وتركوا علاماتهم حيثما ذهبوا، تلك التي وباكتشافها العظيم، أصبحت أكثر شهرة بكثير، مما قد يكون عليه أي طالب في سنها.
*ابتكرت فتاتنا طريقة جديدة لتوليد الوقود الحيوي عن طريق إعادة تدوير البلاستيك المفتت باستخدام عوامل محفزة ذات تكلفة منخفضة ، وهو الابتكار الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة الاتحاد الأوروبي للعلماء الشباب في دورتها الثالثة والعشرين، والمعروف باسم “إنتاج الإيثانول عن طريق تكسير المخلفات البلاستيكية “البولي إيثايلين” باستخدام عامل مُحفز” والتي أُقيمت في فنلندا بسبتمبر من عام 2011.
*وقد شاركت عزة أيضاً في منتدى الاتحاد الأوروبي المفتوح للعلوم بعام 2012 ((ESOF2012 )) والذي أُقيم بدوبلين في يوليو من ذاك العام.
*وفيه فازت بجائزة مسابقة {Invention Convention}
والتي يشرح فيها العلماء ورواد الأعمال أفكارهم في خلال ثلاثة دقائق أمام لجنة من الخبراء بالمجالات الصناعية والأكاديمية.
وقد قالت عزة عن هذا:
كانت منافسة الطلاب والعلماء من دول مختلفة، وشرح مشروعي في خلال ثلاثة دقائق تحدياً كبيراً.
*قامت ( RDI – Research Development and Innovation Programmme ) برعاية عزة لحضور المنتدي كجزء من جهوده لتعزيز التواصلات العلمية وتشجيع الموهوبين في مصر.
كان مُقترح عزة يدور حول استغلال استهلاك مصر العالي من البلاستيك، والذي تُشير الإحصائيات إلى وصوله لنحو مليون طن سنوياً، وهو ما يُعد ثروة في مجال صناعة إعادة التدوير الذي يتوسع فيه العالم الآن.
وقد نجحت عزة في تحويل البلاستيك إلى مواد الوقود الأولية – Fuel Feed stocks وهي مواد خام بكميات كبيرة تُستخدم لإنتاج الوقود الحيوي عن طريق استخدام محفز هو بنتونيت الكالسيوم {Calcium bentonite} والتي تُعد أقل تكلفة من غيرها لتكسير النفايات البلاستيكية، وعندما تُفتت هذه النفايات تنتج غازات هي البروبان والميثان والإيثان، وتتم بعض العمليات عليها لتتحول إلى إيثانول والذي يُستخدم كوقود حيوي.
تقول عزة عن هذه العملية:
إن تفتيت البلاستيك والبوليمرات عن طريق التسخين لدرجات حرارة مرتفعة لا يعتبر فكرة جديدة، ولكن استخدام نوع الحوافز هذا هو ما يعطي الفكرة قوتها.
*من فوائد غاز الإيثانول الناتج من العملية أيضاً كونه أقل تلويثاً للبيئة من البنزين بالإضافة لتقليله من الاحتباس الحراري الذي أدي لموجة حارة جداً في العالم وهي التي توفى على إثرها أكثر من مئة شخص في مصر.
*وقد وجدت عزة أن مشاركتها في مسابقة معرض العلوم المحلي والفوز كأفضل مشروع في تصنيف إدارة البيئة لعامين على التوالي كأول خطوة عملية لها تجاه شغفها العلمي. وكفتاه بسن صغيرة، تعترف أن أجواء المسابقة وتمثيل مصر في المسابقات الدولية كان أكبر دروس حياتها على الإطلاق.
*إذا تم تطبيق اكتشاف عزة، فإنه قد يحل أزمتي الوقود والقمامة واللتان تعاني دولة كبيرة مثل مصر من نقص الأولى وزيادة الثانية، حيث نستورد الوقود، ونعاني في نفس الوقت من التخلص من القمامة بشكل عملي وآمن على الصحة العامة.
*فإن مصر تُنتج ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية كل عام، ويُقدر ناتج مشروع عزة ب 78 مليون دولار في العام عن طريق تحويل كل هذه النفايات إلي وقود.
فيما تتوقع مكاسب تبلغ 163 مليون دولار سنوياً كناتج من تحويل القمامة إلى وقود حيوي، بالإضافة لمساعدته في الحصول على شوارع نظيفة وخالية من التلوث.
*هذا يعني أن الشابة المصرية ذات الـ 18 عاماً، نجحت في توليد الوقود الحيوي عن طريق إعادة تدوير كسر البلاستيك باستخدام عامل محفز منخفض التكلفة يتم تطويره الآن في بريطانيا حسبما ذكرت The Huffingt on Post..
*في هذا الوقت الحرج في تاريخ مصر، نحن نحتاج إلى نماذج مٌلهمة وأفراد متحمسين ومعاهد متكاملة بهدف إعادة بناء دولتنا.
هيباتيا
*اراد من قتلوها القضاء عليها وعلى افكارها، فكان مصرعها الوحشى سبباً فى خلود اسطورتها، واصبحت هيباتيا ملهمة للكتاب والشعراء والدارسين وصناع السينما وغيرهم حتى مطلع القرن الـ21، فقد كانت اول عالمة عرفها التاريخ وكان لها كتب عديدة فى مجال الرياضيات، والفلك الذى كانت مولعة به.
*ارتدت هيباتيا ملابس العلماء الرجال وقادت عربتها التى يجرها الجياد بنفسها.
*وتشير بعض الدلائل انها اخترعت الإسطرلاب المستوى والهيدروميتر والهيدروسكوب بالإشتراك مع تلميذها سيونيسيوس الذى اصبح زميلها فيما بعد. اتسع تأثير ونفوذ هيباتيا كثيراً ليتعدى حدود مدينة الأسكندرية التى عاشت فيها، وقد عرف ذلك من خلال الخطابات المتبادلة بين تلاميذها ومريديها، وكانت محاضراتها تجذب طلاب العلم من شتى انحاء الامبراطورية الرومانية.
*كان كثير من تلاميذ هيباتيا من المسيحيين، وكانوا يبجلونها، ومع هذا قتلتها بوحشية حشود المسيحيين الغاضبة عقب خلافاتها مع كيرلس الأول بابا الأسكندرية، فكونها فيلسوفة وثنية وعالمة تشجع إجراء التجارب العلمية واعمال العقل، خلق بينهما جدلاً كبيراً وصراعاً انتهى بمصرعها.
*وفى احد ايام شهر مارس عام 215 ميلادياً كانت هيباتيا تقود عربتها فى احد شوارع الأسكندرية عندما هاجمتها حشود المسيحيين وجردوها من ملابسها وسحلوها عارية فى شوارع المدينة، ثم احرقوا جسدها المثخن بالجراح وهم لا يعلمون انهم بذلك قد خلدوا اسطورتها.
هيلانه سيداروس
أضاءت مسرح الأحداث في الثلث الأول من القرن العشرين وأثرت بصدق في مجرى الأمور واستطاعت بإرادة جديدة ان تحرك القوى الكامنة لدى الناس وساهمت بوعى وفكر مستنير في إطلاق طاقتهم المبدعة.
من مواليد طنطا عام 1904 ،بعد دراستها الابتدائية التحقت بالقسم الداخلي بمدرسة السنية للبنات بالقاهرة وبعدها بكلية إعداد المعلمات ،وفي نهاية السنة الثانية تم إرسالها في بعثة إلى لندن 1922 للتخصص في الرياضيات .
وتعد هي وزينب كامل حسن من أوائل الدارسات بإنجلترا ،حيث التحقت ” سيداروس ” بمدرسة لندن الطبية لتدرس الطب مع خمس مصريات أخريات ، وأصبحت طبيبة مؤهلة عام 1930 وعادت لمصر لتعمل في مستشفى كتشنر ولتصبح أول طبيبة مصرية ،وافتتحت عيادة خاصة بها وقامت بالتوليد وإجراء العمليات الجراحية بالمستشفى القبطي ،واستمرت في عملها حتى جاوزت السبعين ،وبعدها استقالت وتفرغت لكتابة قصص مترجمة للأطفال.
الخاتمة
هذا ما كان من بحث:{نماذج نسائية مصرية برزن في مجالي الفلسفة والعلوم} الذي يوجد طلب القيام به في الصفحة الحادية والثلاثون من كتاب المواطنة المقرر على الصف الثاني الثانوي الأزهري.
أعده الطالب:- إبراهيم محمد إبراهيم الصياد.
الطالب بالصف الثاني الثانوي الأزهري.
القسم الأدبي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
**********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق