الأربعاء، 9 مايو 2018

المستحيل

المستحيل




تمهيد:- عندما تريد الحصول على شيء هام جدا لرفعتك ، ولكنه صعب التحقيق والتنفيذ على أرض الواقع ، أو تريد التخلص من شيء يعوق استكمال طريق تحقيق هدفك ، تأتيك كلمة مستحيل لتوقفك.
فإما أن تتأثر بها فتتراجع إلى أن تنسى ما أردت ، أو تستأنف طريقك وكأنها لم تأتيك.
ولذلك يجب علينا أن نتأمل هذا المستحيل الذي يعرقل مسيرك نحو تحقيق الغرض الذي تنشده إلى أن يوقفك فنعرف حقيقته وماهيته وأسباب نجاحه ولماذا هو موجود وكيف نواجهه وما طريقة القضاء عليه.
ولكن في البداية:- نحب أن نشيد إلى أننا لو أردنا أن نوضح حقيقة المستحيل وماهيته ، فإننا لا بد وأن نعلم أن المستحيل له شقان ، يجب علينا أن نبينهما ، ونفصل القول فيهما ، حتى يسهل علينا أن نلخص معنى كلمة مستحيل.
شقي المستحيل
المستحيل له شقان:- ديني – دنيوي.
* أما عن الشق الديني فيتمثل في:-
1 – أن يكون هناك خالقا غير الله أو شريكا له أو أن أحدا ما يستطيع اعجازه أو أن يبدل القول لديه أو أن يظلم العبيد:-
لقوله تعالى:{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (62) كَذَٰلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)}.(1)
ولقوله تعالى:{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (104)}.(2)
ولقوله تعالى:{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)}.(3)
ولقوله تعالى:{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)}.(4)
ولقوله تعالى:{وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62)}.(5)
ولقوله تعالى:{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ (24) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)}.(6)
ولقوله تعالى:{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)}.(7)
ولقوله تعالى:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)}.(8)
ولقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (3)}.(9)
ولقوله تعالى:{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74)}.(10)
وبين الله مصير الأصنام والأوثان وعابديها في قوله جل جلاله:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)}.(11)
ومن ظن أن في يده اعجاز الخالق فقد خاب وخسر.
لقول الله عز وجل:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}.(12)
ولقول الله جل جلاله:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)}.(13)
ولقول الله تبارك تعالى:{وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)}.(14)
ولقوله تبارك تعالى:{وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (35)}.(15)
ولقوله تعالى:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)}.(16)
وهؤلاء الجن قد اعترفوا باستحالة اعجاز الخالق.
فهم من قالوا:{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}.(17)
وعَنْ أَبي ذرٍّ الغِفَارْي رضي الله عنه عَن النبي ﷺ فيمَا يَرْويه عَنْ رَبِّهِ عزَّ وجل أَنَّهُ قَالَ: (يَا عِبَادِيْ إِنِّيْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيْ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمَاً فَلا تَظَالَمُوْا، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُوْنِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فاَسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فاسْتَكْسُوْنِيْ أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ تُخْطِئُوْنَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعَاً فَاسْتَغْفِرُوْنِيْ أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوْا ضَرِّيْ فَتَضُرُّوْنِيْ وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِيْ فَتَنْفَعُوْنِيْ، يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فَيْ مُلْكِيْ شَيْئَاً.
يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِيْ شَيْئَاً، يَا عِبَادِيْ لَوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوْا فِيْ صَعِيْدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوْنِيْ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِيْ إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إَذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يَا عِبَادِيْ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ).(18)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، قَالَ لِبَنِيهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا ، فَلَمَّا مَاتَ فعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ ، فَقَالَ : اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ ، قَالَ : يَا رَبِّ خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ ، وَقَالَ غَيْرُهُ مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ ".(19)
*ويستحيل على الله أن يظلم عبيده أو يبدل القول لديه:-
فهو من أهلك قوم شعيب لأنهم كانوا يبخسون الناس أشيائهم ويسعون في الأرض فسادا وظلموا أنفسهم بعبادة الأيكة ولم يزنوا بالقسطاس المستقيم ، وأوعد المطففين بالويل.
قال تعالى:{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}.(20)
وقد أمر العباد جميعا بالعدل فهو القائل:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}.(21)
ولقد نفى الله عنه تبديل قوله واستحالة ظلمه للخلائق فقال:{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29)}.(22)
2 – أن تنسب لنفسك أو لغيرك علوم وأمور هي من شأن الله فقط:- ولها صور عديدة أذكر لك منها ثلاث صور:-
الصورة الأولى:- أن تعلم الغيب والشهادة أو تنسب لغيرك علمهما:- وهذا باطل.
لقول الله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.(23)
ولقول الله تعالى:{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59)}.(24)
ولقوله تعالى:{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)}.(25)
ولقوله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}.(26)
وقوله:{فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}.(27)
وقد نفى الله عز وجل معرفة الجن للغيب إذ كانوا يظنون أنهم يعلمون الغيب في قوله تبارك وتعالى:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)}.(28)
وقد سجل الله عز وجل اعتراف الجن أنفسهم أنهم لم يعد في استطاعتهم صعود السماء لمعرفة ما سيحدث في قوله تعالى:{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}.(29)
وقال تعالى مبينا وظيفة النجوم:{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11)}.(30)
الصورة الثانية:- أن الروح بأمر أحدهم:- وهذا باطل.
لقول الله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}.(31)
الصورة الثالثة:- أن في استطاعتك أو في استطاعة غيرك تحقيق الضر أو النفع وتوابعهما لأحدهم:- وهذا باطل.
قال تعالى:{مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (3)}.(32)
وقال تبارك وتعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم:{وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}.(33)
وقال تعالى:{قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}.(34)
وقد قال جل جلاله:{قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}.(35)
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ:{يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ}.(36)
*أما عن توابع الضرر:- كظنك وقوع تأثير السحر على أحدهم بمشيئتك أو بمشيئة غيرك:-
فقد قال تعالى:{وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}.(37)
*وأما عن توابع النفع:- كظنك أن في استطاعتك رزق العباد أو شفاء مرضاهم لسلطانك وجاهك.
فذلك باطل.
لقوله تعالى على لسان نبي الله إبراهيم عليه السلام مجادلا قومه في أصنامهم ، ومبينا صفات ربه التي هي دلائل على قدرته ، وعدم مقدرة أصنامهم على اكتسابهم صفة واحدة من هذه الصفات:{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}.(38)
ولقوله تعالى:{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)}.(39)
ولقوله تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)}.(40)
فلا تنسى أنك سببا فقط ، والمشيئة لله.
3 – قبول الإيمان والتوبة في ثلاث أوقات معلومات:-
أ – عند هلاك أمة أمر الله بهلاكهم هلاكا متحققا معه الموت:-
قال تعالى:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)}.(41)
ب – عند طلوع الشمس من مغربها:- فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:{قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا» ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ}.(42)
ج – عند ادراك الأجل:-
فلقوله تعالى:{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)}.(43)
وقد أخرج الترمذي أن رسول الله قال:{إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ}.(44)
غير أن لنا في قصة هلاك فرعون عبرة وشاهدا لمن يتدبر.
فقد قال الله تعالى لنا موضحا ومجليا لنا المشهد:{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}.(45)
4 – تأخير الموت بعد انقضاء الأجل:- وهذا مستحيل.
لقوله تعالى:{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}.(46)
5 – عدم البعث بعد الموت:- وهذا باطل.
لقوله تعالى:{قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}.(47)
ولقوله تعالى:{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}.(48)
ولقوله تعالى:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)}.(49)
ولقوله تعالى:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}.(50)
ولقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)}.(51)
ولقوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)}.(52)
6 – الرجوع إلى الحياة الدنيا مرة أخرى:- وهذا باطل.
لقوله تعالى:{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}.(53)
وعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ ، قَال:{لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي قُتِلَ يَومَ أُحُدٍ ، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا ، قَالَ: أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ : يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ . قَالَ : يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً . قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي ( أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ )}.(54)
7 – أن يقع لك ما فيه مخالفة لما قدره الله لك:-
وهذا له من الصور الكثير:- ولنؤخذ منها صورتين.
الصورة الأولى:- دخول الكفار الجنة أو خروجهم من النار:-
لقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}.(55)
ولقول الله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}.(56)
حتى أن الماء البارد أو القليل من طعام أهل الجنة قد حرم منه هؤلاء الأشقياء.
ولقول الله تعالى:{وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}.(57)
حتى أن الله عز وجل حرم عليهم أن يخفف عنهم العذاب ولو يوما واحدا.
لقوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)}.(58)
ولقوله تعالى:{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}.(59)
الصورة الثانية:- أن تخرج من الجنة بعد أن صرت من أهلها:-
لقوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)}.(60)
ولقوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}.(61)
*ولكي تنجو من مستحيل يتسبب في هلاكك وخزيك في الآخرة فعليك أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وأن تتقي الله ما استطعت وتقوم باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
قال تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}.(62)
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ}.(63)
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ:{كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ، وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ، وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ»}.(64)
* أما عن الشق الدنيوي:-
فما المستحيل إلا كلمة خطرت على بالنا في لحظة ضعف منا فألفناها ، فصرنا نتحجج بها حينما يتملكنا اليأس من تحقيق غرضنا ، وقلة من الناس من يستعملوها ردا على دخول أي شيء غير معقول بالنسبة لهم عليهم.
ومن هنا نستطيع أن نقول أن استعمال كلمة مستحيل في الشق الدنيوي له زمنان:-
الزمن الأول:- يحيط بمن يستخدم مصطلح المستحيل ليكون له حجة على فشله.
فهو يستعمله في وقتين:-
الوقت الأول:- عندما يفشل في امتلاك شيء يدفع بسعادته إلى العلى.
وهذا على شطرين:-
الشطر الأول:- النعمة تأتيه فتختفي:- وهذا بالطبع ليس للمستحيل دخل فيه.
فحينما يكون صديقنا قد سهر الليالي حزينا مهوما مغموما وقد شعر بالضيق والاختناق من كثرة البلايا الممطرة على رأسه ، فإنه يتمنى أن يكون له نعمة محددة ، فيذهب الله عنه غمه وحزنه ويأسه ، ويهبه في ساعة من ليل أو نهار نعمة أفضل من نعمته التي تمناها أضعافا مضاعفة ، فيفرح بها ، فتقترب منه ، ويقترب منها ، ويفرح بها ، وتفرح به ، إلى أن يشعر أن سعادته بها قد اكتملت وأنه لا يريد من الدنيا شيئا آخر غيرها ، فينام على فراشه في ليلة من الليالي بعد رؤيتها وهي بجواره تدعوه إلى شدة الإقتراب أكثر فأكثر ، فيستيقظ فيجدها قد اختفت فجأة.
هنا:- يشعر بالضيق والاختناق وشلل في التفكير ، وأن حياته ليس لها مذاق بعد اللحظة هذه ، وأن لا سبيل إلى العلاج إلا باقتراب ملك الموت ليؤخذ روحه إلى خالقها.
وإذ به بعد أن يهدأ ويرتاح يفكر في شيء واحد وهو السبيل إلى استردادها ولكن أنى له ذلك ، فقد اختفت.
هنا نراه ينطق بكلمة واحدة وهي:- مستحيل.
هنا أقول له:- ليس للمستحيل دخل فيما حدث ولا بما سيحدث ، ولكنك حينما تملكك اليأس والتعاسة والفشل أتيت بكلمة المستحيل لتتحجج بها ، ليسكن بها روعك ، فترضاها نفسك فترتاح.
وهذا هو عين الفشل ، لأنك لن تهنأ ولن ترتاح ، لأنك بمجرد أن تستلقي على فراشك لتنام ستتذكر الأيام الخوالي ، فتشعر بالألم مضاعفا عن ذي قبل.
ولكن دعنا نتأمل بعض الأمور لتخرج من مأزققك هذا ولنعلم أن المستحيل بريء منك:-
دعني أسألك:- لماذا ذكرت كلمة مستحيل؟
بالطبع ستكون إجابتك:- لعدم مقدرتي على استرداد النعمة.
هنا أسألك:- وهل اختفت منك النعمة هكذا دون أي مقدمات؟
تقول لي:- لا أعلم.
أقول لك:- إذا أنت قد أخطأت الطريق.
*لأنه ليس هناك اختفاء من غير سبب خاصة إن كانت نعمة قد أعطاكها الله.
ولن تختفي إلا إذا فعلت أمرا من أمور ثلاثة:-
أ – التمادي في عصيان خالقك:- بأن تكون قد عصيت الله معصية بشعة ، خاصة إن كانت المعصية من جنس النعمة.
كأن تكون النعمة في المال:- وأنت تنفق منه في الحرام.
أو تكون النعمة تتمثل في زوجتك المستقبلية:- وأنت تقوم بالنظر إلى غيرها ، وتقوم بأفعال تغضب المولى عز وجل.
هنا تقع في أحد شيئين:-
أولهما:- أن تختفي اختفاءا لا رجعة منه:- خاصة إن جحدت فضل الله عليك ، وجحدت إيجابيات النعمة.
*وعليك في هذه الحالة أن تتوب سريعا قبل أن يأتيك عذاب الله وغضبه ، أو أن يطردك من رحمته.
ثانيهما:- أن تختفي وقتا وفيه تشعر بالندم ، فتغير من نفسك وتتوب ، فيرجعها الله لك أفضل مما كانت عليه ، فتكون قرة عينك.
فإنك إن انتهيت ستشعر بوضاءة الوجه ، وأن الدنيا بدأت تضحك لك ، وهذه علامة خير تؤذن برجوعها قريبا.
*فعليك في الحالتين أن تتوب وترجع إلى الله وتنتهي من معصيتك هذه في الحال.
ب – الذهاب إليها بدون داع:- والنعمة إن كانت من الله فلا يُذهب لها بغير داع فهو من أتى بها إليك، بل كن على طبيعتك وهي من تأتيك.
والذهاب إليها من غير سبب هو ما نسميه بالإسراف في النعمة.
فإنك إن كنت تسرف فيها من غير سبب ولا داع فهذا يؤدي إلى اختفاؤها.
وهذا ليس مدعاة إلى التقليل منها ومن قدرها وإهمالها فهذا أقبح وأشد وأشنع.
ولكن:- خذ بالأسباب التي تعمل على تقوية أواصر القرب بالتفكير في قيمتها وما ستؤول إليه ، فتخطط وتنفذ وتستعن بالله في كل ، وتعمل على المحافظة عليها وتنميتها.
ج – الانحراف عن الطريق المستقيم:- بأن تكون قد أدخلت عليها شيئا حراما ، أو فكرت بأن تستغلها في شيء حرام أو ما إلى ذلك.
وهذا يؤدي إلى ضياعها واختفاؤها ، بل يوصل إلى عدم المقدرة على استردادها ، إن لم تكن فطنا.
*هنا نكون قد وصلنا إلى سبب اختفاؤها.
أما عن استرجاعها فعليك بالأمور الآتية:-
1 – أن توصل حبلك بالرحمن عز وجل:- ويكون بأن تندم على ما اقترفت من ذنوب وآثام ، وتعزم عزما أكيدا على أن لا تعود لمعاصيك أبدا.
هنا سيشع نور قلبك مرة أخرى بعد انطفاؤه ، وتأتيك الحكمة ، وتغشاك رحمة ربك.
فعندما تصل إلى هذه الخطوة يجب عليك أن تفكر في الخطوة الثانية.
2 – هل هي أهلا لك؟:- بمعنى أنك عندما ستتوب فتظهر عليك علامات الحكمة ، وتغشاك رحمة ربك ، سيتغير في الحال تفكيرك في أشياء كثيرة تخص حياتك ، أشياء كنت تظنها ذات قيمة وهي لا تستحق أن ينظر إليها ، وأشياء كنت تظن أنها لا تستحق الاهتمام قد ظلمتها وكان من المفترض أن تكون شغلك الشاغل.
فتعيد النظر في شريط حياتك من الميلاد إلى اللحظة التي أنت فيها.
فتتذكر النعمة التي قد ضاعت منك بسببك ، فتجد نفسك تسأل سؤالا واحدا وهو:- هل هي أهلا لي؟.
هذا المال الذي أتاني وضاع:- هل كنت أشعر بالسعادة الحقيقية حينما كان ملكي ، أم كانت السعادة زائفة تأتيني بالهم والحزن والمرض والطغيان.
هذا الخليل الذي كان ملازما لي:- هل كان يساندني في وقت الشدة؟ ويساعدني في استجلاب السعادة لي؟ أم كان لا يريد سوى غرض ما مني؟.
وهذا ابني الذي قد وافاه الأجل:- هل كان نعمة لي ، وكان بارا لوالديه ، أم كان عاقا وكلما سيكبر سيزداد عقوقه.
هذه المحبوبة التي شعرت معها بالسعادة:- هل كانت عند اللقاء تأتيني وتعاملني معاملة حسنة وتتمنى لي كل خير ، وأشعر معها بالحب والابتسامة الصادقة الناصعة وتتمنى مني الإقتراب منها أكثر فأكثر ، أم كانت تغض الطرف حينما تجدني آت إليها ، وتقابلني بجفاء وعناد وظاهرها يخفي ما بباطنها.
كل هذه الأمور يجب أن تفكر فيها ، فإنك في هذا التوقيت بالتحديد أنت من ستحكم ، وأنت من ستقول الحقيقة ، حتى ترتاح نفسك وترضى.
فإن كانت النعمة التي اختفت ، سواء كانت أمرا ماديا أو معنويا على قيد الحياة ، أم لم تكن ، وكانت لا تستحق النظر منك إليها ، وكنت مخطئا في التلهف عليها ، حينها ستشعر أنها لم تكن نعمة ، بل بلاء واختبار من الله ، واعترتك تجربة من تجارب الحياة وأنت من ستقول:- الحمد لله الذي أبعدها عني.
حينها سيبدلك الله خيرا منها.
وإن كانت النعمة التي اختفت ليست كذلك ، فأنت الآن ستخطوا الخطوة الثالثة معي.
3 – هل أنت أهلا لها؟:- بمعنى أن النعمة التي كنت تتعايش معها كانت أعلى منك رتبة ومنزلة ولستما على درجة واحدة من الكفاءة.
هنا:- عليك بثلاثة أشياء:-
أ – أن تخطط وتعمل على أن تصل لرتبتها أو تعلو عليها:- بأن تسلك طريق النجاح ، فتقوم بطاعة الله وتقواه ، وتحسن من أخلاقك ، وتضع الخطة الملائمة من إستعانة بالله والتوكل عليه وكسبك صفة تغيير النفس وعدم المغالاة في فرحة لم تتمكن منها وأن لا تحزن على أمر قد اختفى فجأة ولا تعلم أحدا موطن مفتاحك وأن تكن كما تريد وليس كما يريدون ، وبعدها اهدأ وركز عند وضعك الخطة ، وقم باستشارة الخبراء والمتخصصين ، ثم اختر الشركاء المناسبون ، وإياك والخطأ فلا تتواكل ولا تتخلى عن شيء مما خططت له وهو من المهم في شيء ، ولا تجني الثمرة قبل نضجها ، وإياك وأن تهبط عزيمتك ، فتتكاسل أو تطمع ، أو تصاحب التعساء ، واجتنب النظر إلى سلبيات الحياة كأن تنظر لحالتك فتيأس من فقرك أو ضعفك النفسي أو الجسدي أو تنظر إلى فساد المجتمع ، أو تشطط عند وصولك آخر الطريق.
فإنك إن سلكت طريق النجاح حتى أصبحت علما من أعلام من نجحوا فأبشر بخير ، فقد انجلى عنك اليأس ، وردت عليك نعمتك.
ب – أن تجعل صدى نجاحك يصل إليها:- وعليك بعد نجاحك أن تجعل صدى نجاحك يصل إليها إن لم يكن بالفعل قد وصل صداك إليها.
فإنها بذلك ستقول:- هو قد تغير ، هو قد أصلح من شأنه ، إنه أصبح شخصا مثاليا ، هو إذا سيعتني بي ، هو الآن سيعرف قيمتي ، هو بذلك سيحافظ عليَّ ولن يكون بعد اللقاء فراق أبدا.
سأذهب إليه كما ذهبت سابقا ، سأفتح معه صفحة جديدة ناصعة بالعهد على مدوامة القرب وعدم البعد أبدا.
ج – حاول الاقتراب منها بدون أن تظهر أنك قد أتيت لها:- فإنك بذلك تسرع في الاقتراب منها أكثر ، وتعد لها استقبالا حافلا ، لكي يكون اللقاء مليئا بالفرح والسرور والسعادة لدرجة أنه سيحفر في ذكرياتك.
بذا تعود النعم.
فيا أخي:- ها هو سيدنا يعقوب عندما حزن على فراق يوسف وشكى بثه وهمه إلى الله ماذا فعل؟
هل قعد وقال:- يوسف ضاع ولن يعود.
أم قال:- إني أعلم من الله مالا تعلمون.
وأمر أبنائه قائلا:- اذهبوا وتحسسوا من يوسف وأخيه ، ولا تيأسوا من روح الله ، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
وماذا كان من يوسف عندما أخذته السيارة؟ هل أيس من العودة إلى أبيه وعائلته؟ أم جعل الأمل أمامه فأخذ ينهل من العلوم والحكمة وشئون الحكم كما أراد الله له ، فلم يكن ليقوم بالفحشاء والمنكر ، فعندما وصل مآله إلى السجن خرج بفضل الله عليه ثم بفضل علمه الذي أعطاه الله إياه من تعبير للرؤى ، وبعدما ظهرت براءته كان أهلا لأن يُجعل على خزائن الأرض فهو الحفيظ العليم ، فالله لا يضيع أجر المحسنين.
فماذا كان بعدها؟
كان التدرج للقاء الأحبة إلى أن كانت النهاية ، إذ رفع أبويه على العرش ، وخروا له سجدا ، فالله لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم.
يا هذا:-
وكم لله من لطفٍ خفيٍّ                 يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ           فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ
وكم أمرٍ تساءُ به صباحاً              وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُ بالعَشِيِّ
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً           فَثِقْ بالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
وَلاَ تَجْزَعْ إذا ما نابَ خَطْبٌ           فكم للهِ من لُطفٍ خفي.
يا هذا:-
أتيأس أن ترى فرجا *** فأين الله والقدر.
إذا ليس للمستحيل شأنا فيما حدث ولا فيما سيحدث ، ولكنك حينما تملكك اليأس من تحقيق غرضك جعلت كلمة المستحيل حجة لك ، لتدافع بها عن يأسك وكسلك وفشلك.
الشطر الثاني:- هو من يذهب للنعمة:- بمعنى أنه يرجوا امتلاك شيء يهمه ، ولكنه بالنسبة له شيء صعب التحقيق ، فعندما يسلك طريق امتلاكه ، يجد الصعوبات أمامه كثيرة ، وتحيط به من كل جانب.
هنا نجده يقول:- مستحيل.
وبالطبع ليس للمستحيل شأنا في ذلك ولكن ما حدث له راجع لأمرين:-
أولهما:- أنه ليس أهلا للمهمة:- بمعنى أنه لا يستحق هذه النعمة.
لأنها بكل بساطة تحتاج إلى كد وتعب ومشقة لامتلاكها ، وهو قد سكن الكسل وجدانه.
والدليل على ذلك:- نطقه بكلمة مستحيل.
ثانيهما:- لم يضع الخطة الملائمة التي تناسب حاله وشخصيته:- بمعنى أنه لم يعرف مكنون الشيء الذي يود امتلاكه ، وما هو الطريق السليم لامتلاكه ، وما مدى خطورته؟ وما هي عوائقه؟ وهل بامتلاكه ستتحقق سعادته أم لا؟
فعندما عزم على امتلاك الشيء الذي يرغب في الحصول عليه ، أصبح ضائعا تائها شريدا حيرانا متشتتا متهورا نادما محسورا.
ولسان حاله:- مستحيل.
فعلى صديقنا قبل أن يبدأ بالنهوض لامتلاك الشيء أن يتعرف على ماهيته وكينونته ، وأن ينظر إلى نفسه ولحاله ولشخصيته وينظر بعدها إلى ما تعرف عليه من ماهية الشيء ، ويسلك طريق النجاح لامتلاك الشيء بوضعه الخطة الملائمة التي تناسبه.
الوقت الثاني:- عندما يفشل في التخلص من شيء يعوق طريقه.
وهناك من يجعل المستحيل حجة له عندما يفشل في التخلص من شيء يعوق مسيره لسبب من الأسباب.
وهذا بالطبع ليس من المستحيل في شيء.
ولكن دعونا نتأمل العوائق التي تمنعك.
العوائق مهما لو كانت فهي داخلة في شطر من شطريها:-
الشطر الأول:- مادي.
بمعنى أنه مشاهد محسوس.
ونأخذ على هذا الشطر نمطين.
النمط الأول:- صديق السوء:- الذي يحقرك ، ويقلل من شأن أحلامك ، ويسيطر عليك لعلمه بحالك.
فتريد الخلاص منه ولا تستطيع.
فتنطق الكلمة نفسها:- مستحيل.
مع أنك تقدر على التخلص منه بالابتعاد عنه قدر المستطاع ، ولا تلقي له بالا عند اللقاء ، والمعاملة بحذر عند الكلام ، ومصاحبة الكثير من الناجحين والسعداء ، وأن تجعل لنفسك أهمية في شيء ما فتتعايش معه ، حتى يأتيك وقت الحصاد.
فليس للمستحيل شأن ولكن الشأن يكمن في عدم التخطيط الملائم.
النمط الثاني:- وجود العدو:- وهو أنك تجد لك عدوا ينغص عليك عيشتك ، ومن الممكن أن يتطاول على أسرتك ، بل ويصل الأمر إلى وطنك وأمتك.
فعندما نقول له:- تخلص منه.
يقول:- كيف أتخلص منه وقد وصل من التمكين ما لا يصد عنه ، فيا هذا من المستحيل أن أتخلص منه.
بل من الممكن أن يتهمك بالبله والجنون.
ولكن رغما من ترهاته التي لا يصدقها من كان عنده ذرة من الحكمة إلا أننا نبرئ المستحيل من هذه المعركة ، لأنه ليس للمستحيل شأن فيما حدث.
بل الدخل كل الدخل في:-
الابتعاد عن شريعة الله – عدم الاستعداد ليوم يأتيك فيه عدو مثله فلم تستعد لمواجهته – عدم صده من البداية – الانشقاق والاختلاف في الداخل – التعاون على الإثم والعدوان وعدم التعاون على البر والتقوى – الاحتجاج بالغير – عدم انتشار الوعي لدى الناس – عدم معرفة الخطر الداهم إن تطاول أكثر فأكثر.
وللتخلص من العدو:-
عليك بالرجوع إلى الله والتوبة النصوح واتباع أوامره واجتناب نواهيه – تربية جيل جديد على القوة وتحمل المسئولية – الصلح وعدم الانشقاق والاختلاف في الداخل والقضاء على الفتن – وكن حكيما – وأن تبدأ بنفسك في نشر الوعي لدى نفسك والمجتمع ومعرفة الخطر الداهم إن تطاول أكثر فأكثر – أن تعدوا لهم ما استطعتم من قوة وعتاد وسلاح والأخذ بالثأر.
هكذا يكون القضاء على العدو وليس بالندب وتعليق فشلك على الآخرين.
الشطر الثاني:- معنوي.
بمعني أنك تدرك أثرها ولا تحيط كنهها.
ومهما كانت الحالة فهي راجعة لسبب من ثلاث:-
السبب الأول:- عدم التوكل على الله حق توكله.
كأن يكون عائقك هو الفقر.
فتقول:- فقري يمنعني من تحقيق أحلامي وأمنياتي ورغباتي ، وحالتي متعسره ، وسبب محنتي في فقري.
فتريد التخلص منه فتفشل لأنك لاتجد لفقرك هذا سبيلا للقضاء عليه.
فنراك تتحجج بكلمة:- مستحيل.
ولكن ليس للمستحيل دخلا في ذلك ، وإنما المشكلة تكمن في انزوائك بجلوسك في زاوية من الزوايا تقوم بالندب فيها على حالك.
وقعودك هذا يسمى تواكلا.
فلو أنك توكلت على الله حق توكله ، وسلكت طريقا يوصل إلى النجاح ، فتستعصم به وتترقى فيه ، وتسعى على تنمية موهبتك شيئا فشيئا ، لأصبحت في يوم من الأثرياء.
السبب الثاني:- عدم التوفيق بين الأمور.
وهذا وإن اختلفت صوره فحجتك فيه دائما تكمن في الوقت.
كأن يكون من المفترض عليك أن تذاكر ألفي ورقة ، والامتحانات بعد شهر ، وفي نفس الوقت عليك بأن تقوم بمهمة أخرى ، كالعمل نهارا.
فتشعر بتيه وحيرة ، بسبب عملك نهارا ، والوقت قليل.
وهذا ما يسمى ب:عدم التوفيق بينهما.
وهنا نراك تظلم المستحيل فنسمعك تقول:- من المستحيل أن أوفق بين الأمرين.
بل يتعدى قولك إلى أكثر من ذلك فنراك تقول:- من المستحيل أن أنجح.
فإن تفوهت بالأخيرة فهذه جريمة نكراء في حق نفسك.
(أطلعت الغيب أم اتخذت عند الرحمن عهدا).
فليس للمستحيل ذنب في ما يحدث لك ، أو فيما حدث ، أو فيما سيحدث.
بل علينا أن ننظر إلى حالتك في الأساس:-
*هل أنت في دراستك متفوقا أم لا؟
فإن كنت غير متفوقا ، فإنك إذا تتحجج بالمستحيل لتواري فشلك عن بصيرة قومك.
أما إن كنت متفوقا:- فعليك بخمسة أشياء:-
أ - تطلب من الله المساعدة:- وهذا بأن تقترب من الله ، فتقوم بفعل أوامره ، وترك نواهيه ، وتطلب منه في سجودك له العون والنجاح.
فإنك الآن مضطرا ، وهو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه.
فهو القائل:{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}.(65)
وإنك إن فعلت ذلك سيسبب لك الأسباب من غير أن تدري.
ب - أن تبعد فكرة التوقيت من رأسك:- وبعد ذلك أبعد من رأسك فكرة التوقيت ، واجعل غرضك أنك تذاكر من أجل أن تتعلم ، لا من أجل أن الامتحان بعد شهر.
ليكن الإمتحان غدا:- أنا أذاكر اليوم لأني أريد أن أتعلم ، وليكن الغد لما قدره الله لي.
فإنك بذلك:- ستسفد الكثير والكثير من راحة النفس ، وانفجار الطاقة التي في جسدك ، والمذاكرة الجادة.
ج - عليك بصديق عزيز أو قريب مقرب:- نعم ، عليك بمن تحب بشرط أنه يحبك حبا صادقا.
اذهب إليه ، واطلب منه أن يجلس معك فقط وقت المذاكرة لا أكثر ، فإن فهم شيئا لم تدركه يوضحه لك ، وإن لم يفهم فاستعينا بالشبكة العنكبوتية أو من يعلم بها.
فحين إذ ستستفد:- الراحة والسكينة – والمزيد من الفهم – والتركيز وقت المذاكرة – والشعور بعدم الوحدة – والقضاء على الكسل.
د - أن تبحثا عن طريقة المذاكرة المثالية لموادك:- فلكل مادة طريقة خاصة لفهمها.
فابحث عن كل طريقة لفهم كل مادة ، وسر على خطاها.
وهذا يتحقق باستشارة المتفوقين الذي عاشوا التجربة ، سواءا كانوا في سنك أو أكبر منك.
هـ - أن تستيقظ مبكرا عن توقيت عملك لمدة ساعتين وتتأخر عن موعد نومك ساعة:- فهذان التوقيتان هما وقتا المذاكرة.
فالتوقيت الأول للمذاكرة فيها ، والتوقيت الأخير للمراجعة.
فإنك إن ذاكرت قبل عملك ستشعر بفرحة وهمة ونشاط بأنك قد انتهيت من المذاكرة قبل العمل ، وعندما يأتي وقت المراجعة فتراجع فيه ستنام وأنت راض عن نفسك.
فإنك بذلك إن كنت متفوقا حقا ، وفعلت ماذكرت لك ، فإنك ستفعلها بإذن الله ، وستكون الأول على زملائك في الدراسة.
إذا ليس للمستحيل دخل فيما حدث ، ولكن عدم التخطيط الملائم ، وعقلك القاصر عن فهم الحقائق ، هما من فعلا بك الأفاعيل.
السبب الثالث:- عدم معرفة الدواء للأمراض المستعصية.
وهذا بالطبع تجده من بعض العلماء الذين يظنون أنهم بعدم اكتشافهم الدواء للأمراض المستعصية ، يخبروك بأنه من المستحيل اكتشاف الدواء.
وهذا إن دل فإنما يدل على تعليق فشلهم وجهلهم وكسلهم ويأسهم على ظهر المستحيل.
وهو ليس من المستحيل في شيء وإنما سببه:-
أ – الكسل:- ويكون بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة والمهمة للقضاء على المرض في البداية قبل أن يكون داءا مستعصيا.
ب - الجهل:- في معرفة الطريق الصحيح لاكتشاف الدواء فلكل داء دواء.
ج - اليأس:- لذكرهم بأنه مرض مستعصي عليهم ، لأن هناك دواء لا يعلمون موطنه.
د - والفشل والجهل:- لقولهم أنه من المستحيل وجود دواءا يقضي على هذا المرض.
فلو أنهم فعلوا عكس ذلك ، بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه ، واتباع أوامره واجتناب نواهيه ، لمن الله عليهم بمعرفة موطن الدواء واكتشافه.
الزمن الثاني:- يحيط بمن يستخدم مصطلح المستحيل لدخول شيء غير معقول عليه.
ولهذا الزمن ثلاثة أنماط:-
النمط الأول:- فكري:- وهو المبالغة في الحكم على الشيء بنفي بوجوده.
وهذا النمط خاص بالعلوم الفكرية التي نماها العقل القاصر عن ادراك جميع الأشياء.
بأن يصل تفكيرك في الملائكة والجن والشياطين والغيب والقدر والموت والدين والملل والنحل.
وبالطبع إن لم تكن متخصصا في العلوم الدينية ، فأنت جاهلا أحمقا لا شيء آخر ، وبمجرد أن تستخدم كلمة المستحيل فقد بلغت في السفاهة ما لم يصله غيرك ، حتى ولو كنت أحكم الناس.
أما إن كنت متخصصا في العلوم الدينية فهنا سنجعلك في أحد قسمين:-
الأول:- من غير المسلمين:- فإن كنت غير مسلم ، فإنك حتما ستتأثر بقول فلان وفلان من الأقدمين والمحدثين.
وهذا ليس سببه الدين الذي خرجت من جماعته ، ولكن سببه التبديل والتحريف ، إلى أن وصل الأمر إلى حد الشطط ، ففاق ما لا يصدقه عقل ولا يتحمله فكر.
الثاني:- أنت من جماعة المسلمين:- وإن خرجت عن جماعة المسلمين ، فالسبب يكون بعدم أخذ العلم من أهله ، فتتمسك بالفرع دون الأصل ، وقمت بقبول بعض آراء الفرق الأخرى ، وتريد أن تقحمها في فرقتك.
وهذا كله سيؤثر عليك ، بأن تصل إلى حد الشطط ، بأن تنفي شيئا تكاد السماوات والأرض أن يدكا له ، لأنك لم تتعلم من الأصل ولم تعلم الحقيقة.
وهنا أقف وأقول:- أن الأمر مهما لو بلغ فإنه متعلق بالعقل ، وليس الجميع قد أوتي الحكمة وأسباب الرشاد ، ولن يتفق الجميع على شيء واحد ، فما يرضيك لا يرضي غيرك حتى ولو كان نصفك الثاني ، وما لا يرضيك ليس شرطا بأن لا يرضي غيرك ولو كان شطرك الآخر عقلا وخلقا وخلقا ومنزلة بين الناس مثلك.
وبذلك نبرئ المستحيل من ساحة هذا النمط ، لاختلاف الميول والأهواء ، والطبائع في الحكم في اثبات الشيء ، أو نكرانه واهماله مهما أوتي المرء من علم ورؤية.
لأن الدلائل والآيات تجعل كل فطن عاقل لبيب يرجع لفطرته ويتوب إلى الله رب العالمين.
النمط الثاني:- حياتي:- بمعنى أن الحياة تأتيك بعروض لا توافق هواك فتكون بين خيارين.
الخيار الأول:- خيار القبول فتعيش التجربة.
الخيار الثاني:- خيار الرفض ، إلى أن يصل رفضك لقولك من المستحيل أن أقبل هذا الأمر.
وهذا ما يسمى بالتعصب لشيء ما ، والمستحيل منه براء.
لأنك لاتدري ماذا تخبئ لك الأيام ، أو يتملكك من تخافه وهو صاحب سلطة عليك.
مثل: أن تجلس مع زوجتك لتخبرها بقرارك فتفاجئك بمعارضة قرارك وتلجؤك إلى الموافقة فتوافق بعد الرفض لأنك تخافها ، أو أنك تواري خوفك بأنها صاحبة كيد عظيم.
فإن كان في الأمر قبول ورفض ، فليس في الأمر مستحيل ، وإنما في الأمر تعصب لا أقل ولا أكثر.
النمط الثالث:- حياتي بديهي:- وهو الحكم على الشيء الذي أثبتته التجارب والأيام بالضد.
وهذا على أربعة أشكال:-
الشكل الأول:- الحكم على أمر تم الانتهاء منه بالتجدد.
كأن تظن أن الفقر لن يأتيك لأنك من الأثرياء ، أو يكون في ظنك أنك قد تخلصت من عدوك للأبد بدون تجدده في صورة أخرى ، الخ.
فهذه كلها ظنون يحكم عليها من خلال معايشة التجارب والأيام.
فتقول:- من المستحيل أن أصبح فقيرا بعد اليوم ، ومن المستحيل أن يكون لي عدوا بعد اليوم.
وهذا بالطبع إن دل فإنما يدل على جهلك.
فهل أنت قد اطلعت على الغيب أم اتخذت عند الرحمن عهدا كي تنسب وهمك للمستحيل.
إذا هذا خطئ منك ، وليس للمستحيل شأن فيه.
الشكل الثاني:- الحكم على شخص بعدم فعله الشيء لشخصيته وصفته أو النقيض.
فتقول:- من المستحيل أن يكون هذا الرجل أمينا ، لأنه من المعهود عليه الخيانة.
وهذا ليس من المستحيل لأنه من الممكن أن يتوب الليلة وأنت لا تعلم ، فمهما حكمت على الإنسان ، فاجعل لك حكما بديلا عليه إن هو تاب في يوم.
وهذان الشكلان مع ما قبلهما من ألوان المستحيل الدنيوي دخلاء على المستحيل ، أما الشكلان الباقيان فهما عين المستحيل الدنيوي.
الشكل الثالث:- البديهيات:- فتقول أنا عمري ثلاثون عاما فمن المستحيل أن أستيقظ غدا ويصبح عمري عشرون عاما.
وهذا من المستحيل حقا.
الشكل الرابع:- الحقائق:- كأن تقول من المستحيل أن لا يكون هناك دخانا من غير نار ، من المستحيل أن تكون أصابع يد الإنسان الواحدة أكثر من خمس ، من المستحيل أن يبلغ الإنسان الجبال طولا.
وهذا من المستحيل حقا وصدقا.
أين المستحيل
مما سبق يتبين لك أن هناك مستحيلا حقا وصدقا ، ولكن في الشق الديني وليس الدنيوي.
اللهم إلا: في الشكلين الأخيرين في الحكم على الشيء من خلال ما أثبتته التجارب والأيام بالضد.
أما غير ذلك فقد أدخله الناس على المستحيل إما لجهل منهم أو مبالغة على فرض صحة النية ، أو تحقيق المكاسب ، أو التلاعب بعقول الآخرين.
بينما أنه ليس من المستحيل في شيء ، بل له مسميات أخرى غير المستحيل.
منها:- طريق صعب – أمر عسير – جهل – يأس – كسل – خوف – جبن – تلبيس – دخيل.
أما الدخيل:- فهو دخيل يجب أن يبطل ويزحزح عن المستحيل كما بينا وأوضحنا.
أما التلبيس:- فعلى العلماء أن يتصدوا له بما أوتوا من حكمة.
أما الجبن والخوف:- فهذان ليسا من المستحيل ، ويجب عليك إذا أردت أن تتخلص منهما أن تتصدى لهما ، وتواجههما بالطرق التي أوضحناها وبيناها في التخلص من الأعداء.
أما الكسل:- فهذا ليس من المستحيل ، ولكي تتخلص منه عليك أن تستعيذ بربك منه كما فعل النبي ، وتتصدى له ، وتصاحب الناجحين المتفوقين والسعداء من الأنام.
أما اليأس:- فهذا ليس من المستحيل ، ولكي تتخلص منه يجب أن تسلك طريق النجاح الصحيح.
أما الجهل:- فهذا ليس من المستحيل ، ولكي تتخلص منه يجب عليك أن لا تصاحب الجهلاء ، وتستزد من مصاحبة العلماء وتوقيرهم ، وتتحلى بالصبر حتى تصل إلى المعلومة.
أمر الأمر العسير:- فإن من كان مع الله جعل الله له العسر بين يسرين ، فإن مع العسر يسرا ، فقط لمن يستحق التخلص من العسر.
أما الطريق الصعب:- فمن توكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره.
فقط عليك بأن تقوم بمناظرة وهمية بين الفشل والنجاح إن شعرت بهذا الشعور وتبدأ سلك الطريق ، حينها حتما ستحقق غايتك.
أسباب نجاحه
أما عن أسباب نجاح المستحيل فتكمن في تفكيرك فيه والخوف منه.
فما المستحيل الحقيقي إلا شعور وجداني ، يأتيك حينما تتعايش مع نقيض الحال ، فإن كنت في عذاب فإنك تبغضه ، وإن كنت في نعيم تسخر منه.
أما عن سببا نجاحه:-
أ - البعد عن الله:- بأن تتبع نواهيه وتجتنب أوامره.
ب - اتباع دخيله الذي صنعه الوهم:- بأن تتبع ما اخترعه الناس من خرافات وأساطير عن المستحيل ، والمستحيل منهم براء.
وإن أردت سببا يجمع هذين السببين أخبرك به.
وأقول:- هو الابتعاد عن طريق النجاح واتخاذ أسباب الفشل طريقا.
ومن هنا يجب علينا أن نتعرف على سبب وجوده.
لماذا هو موجود؟
المستحيل موجود ليعرفك فضل النعمة التي أنت فيها وقيمتها إن حرمت منها ، وليعرفك حقيقة الدنيا أكثر فأكثر فتتعلم من التجارب ما يهدي طريقك ، وليكون عذابا ووبالا وخزيا وندامة لمن ابتعد عن منهج الله وطريقه المستقيم.
وتعالوا بنا نحكم على هذا المستحيل لنتبينه ونفهمه أكثر.
الحكم على المستحيل
ليس كل مستحيل قبيح بل إن له حلاوتان وطلاوتان وخير في أمور:-
أولها:- إن كنت من أصحاب النعيم ودخلت الجنة فأنت في الجنة إلى الأبد.
ثانيها:- السكينة والهدوء عند التذكرة بالأمور البديهية والحقائق المثبته.
كأن يكون لك:- زميل في الدراسة فاشلا ، وأنت تبغضه ، وأنت ناجح ، فتتذكر حقيقة أنه لا ينجح في الامتحان إلا من يثبت نفسه.
وبذلك ستنتهي منه ومن معرفته ولو بعد حين.
أما القبيح من المستحيل:- فيمكن التخلص منه باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ، والابتعاد عن المستحيل القبيح هذا بقدر المستطاع ، وسلك طريق النجاح خطوة إثر خطوة مع تثبيته بكل حكمة.
تمني المستحيل
والناس قد انقسموا في كره المستحيل وتمني امتلاكه إلى قسمين:-
القسم الأول:- وهم كارهوا المستحيل:- ويكون بعد امتلاك النعمة ، خاصة لمن امتلكوا حلاوتها وطلاوتها.
القسم الثاني:- وهو من يتمنوا تحقيق المستحيل:-
ويكون لمن كتب عليهم الشقاء في الدنيا والآخرة ، بسبب أفعالهم وأعمالهم البغيضة ، حتى كان النعيم في المستحيل ، فتمنوه ، فلم يجدوه.
الخاتمة
هذا هو المستحيل الذي تظن أنه يعرقل مسيرك نحو تحقيق غرضك الذي تريده ، قد بينته لك ، فعرفتك حقيقته وماهيته ، وأسباب نجاحه ، ولماذا هو موجود ، وما طريقة القضاء عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:- إبراهيم محمد إبراهيم الصياد.
تحريرا في مساء يوم الأربعاء:-
23 شعبان 1439هـ.
09 مايو 2018 م.
01 بشنس 1734 ق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) {سورة غافر: 62 – 65}.
(2) {سورة الأنعام: 102 – 104}.
(3) {سورة آل عمران: 2}.
(4) {سورة الصافات: 1 – 5}.
(5) {سورة آل عمران: 91 – 92}.
(6) {سورة الأنبياء: 22 – 25}.
(7) {سورة المؤمنون: 91 – 92}.
(8) {سورة الزمر: 62 – 63}.
(9) {سورة فاطر: 3}.
(10) {سورة المائدة: 73 – 74}.
(11) {سورة الأنبياء: 98 – 100}.
(12) {سورة الأنعام: 18}.
(13) {سورة الأنعام: 61 – 62}.
(14) {سورة العنكبوت: 22 – 23}.
(15) {سورة الشورى: 31 – 35}.
(16) {سورة الرحمن: 33 – 36}.
(17) {سورة الجن: 12}.
(18) {رواه مسلم2577}.
(19) {صحيح البخاري3246}.
(20) {سورة المطففين: 1 – 6}.
(21) {سورة النحل: 90}.
(22) {سورة ق: 29}.
(23) {سورة الأنعام: 73}.
(24) {سورة الأنعام: 95}.
(25) {سورة البقرة: 255}.
(26) {سورة الجن: 26 – 28}.
(27) {سورة يونس: 20}.
(28) {سورة سبأ: 12 – 14}.
(29) {سورة الجن: 8 – 10}.
(30) {سورة الصافات: 6 – 11}.
(31) {سورة الإسراء: 85}.
(32) {سورة فاطر: 2 – 3}.
(33) {سورة يونس: 107}.
(34) {سورة الأعراف: 188}.
(35) {سورة الزمر: 38}.
(36) {قال الترمذي رحمه الله: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " 2516}.
(37) {سورة البقرة: 102}.
(38) {سورة الشعراء: 78 – 82}.
(39) {سورة هود: 6}.
(40) {سورة النحل: 73}.
(41) {سورة غافر: 82 – 85}.
(42) {صحيح البخاري:4636}.
(43) {سورة النساء: 17 – 18}.
(44) {الترمذي:3537 ، حديث حسن}.
(45) {سورة يونس: 90 – 92}.
(46) {سورة المنافقون: 10 – 11}.
(47) {سورة الملك: 24}.
(48) {سورة الأنعام: 38}.
(49) {سورة التغابن: 7}.
(50) {سورة النحل: 38}.
(51) {سورة يس: 77 – 79}.
(52) {سورة البقرة:- 258 – 260}.
(53) {سورة المؤمنون: 99 – 100}.
(54) {رواه الترمذي وحسّنه (3010) ، وابن ماجة (190) ، وحسنه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة (3290)}.
(55) {سورة الأعراف: 40 – 41}.
(56) {سورة البقرة: 39}.
(57) {سورة الأعراف: 50 – 53}.
(58) {سورة غافر: 49 – 52}.
(59) {سورة الزخرف: 74 – 80}.
(60) {سورة البقرة: 82}.
(61) {سورة الأعراف: 42 – 43}.
(62) {سورة التغابن: 16}.
(63) {سورة آل عمران: 102 – 103}.
(64) {البخاري3019 ، مسلم5622}.
(65) {سورة النمل: 62}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شوقي رائد المسرحية الشعرية في أدبنا العربي الحديث

  المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على المصطفى خير المرسلين، وشفيع ال...