محاربة المعصية
تمهيد:- معصية الله داء اكتشاف دوائه صعب ، بل يظن البعض أن الوصول
إليه مستحيل ، ولا شك أن معصية الله عز وجل جريمة عظمى في حق نفسك ، فلا يبنى نجاح
على معصية الخالق.
ولذلك يجب على المرء أن يجاهد نفسه في أمر المعصية ،
خاصة عند اللحظة التي لا تتحمل فيها نفسك ، وهذه المعصية يجب عليك أن تجعلها عدوك
، وهذا العدو تجب عليك محاربته كي تقضي عليه.
وفي هذه الوريقات سنتحدث عن المعصية ، من أين تأتي؟ وما
العدة التي يجب عليك التسلح بها.
فعلى بركة الله نبدأ ، وبه نستعين.
من أين تأتي المعصية
المعصية:- انحرافك عن تعاليم الإسلام عند وقوعك في حالة محددة تقلب
مزاجك.
وأساس مجيئها قلة التقوى التي يسببها التكاسل المؤدي
إليه الانشغال.
وهذا يكون لسبب من سببين:-
السبب الأول:- نشأتك.
بمعنى أن ينشغل ولي أمرك عن تربيتك تربية صحيحة أساسها
تعاليم الإسلام ، بسبب أن أباك يقضي جل وقته في العمل ، ووالدتك لا تهتم إلا
بأمورها الشخصية ، أو بسبب أنهم لا يكترثون لأمر تربيتك وحياتك المستقبلية ولكن جل
تفكيرهم في طريقة الكسب منك واستغلالك.
السبب الثاني:- من تكاسلك في أداء
فريضة من الفرائض.
كالصلاة ، ومنها يتحكم الشيطان فيك لأن من ترك
صلاته ترك بعدها الأخلاق والتربية إلخ.
ومن هنا تقع في
حبال المعصية فتترك الطاعة فتقع في السلسلة المعروفة التي تقيدك.
فمن عصى الله سبحانه
هانت عليه نفسه ، ومن هانت عليه نفسه هانت عليه الطاعة ، ومن هانت عليه الطاعة أعرض
عن ذكر الله ، ومن أعرض عن ذكر الله فإن له معيشة ضنكا ، ومن كانت معيشته ضنكا زلت
خطواته ، ولا يقدر على اتمام انجاز ، أو أن يبدأ فيه ، بل يتمنى الرجوع إلى نقطة البداية
ولا يستطيع.
قال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ
لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ
حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}.(1)
القضاء على المعصية
للقضاء على المعصية مراحل ثلاثة ولكل مرحلة خطوات يجب
عليك أن تخطوها.
المرحلة الأولى:- مرحلة التوبة.
ولهذه المرحلة خطوات ثلاثة:-
الخطوة الأولى:- اجتنب اليأس.
إياك أن تيأس من نفسك ، وتجعلها تتيقن من عدم مجيء اليوم
الذي تتوب فيه لكي تتخلص من ذنبك ، ولكن اجعل الأمل طريقا.
الخطوة الثانية:- أطلب من الله الهداية.
فالجأ إلى الله ، واسأله في سجودك وفي خلواتك أن يهديك
فهو القائل "فاستهدوني أهدكم".
فعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
أَنَّهُ قَالَ :"يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ
مُحَرَّمًا ، فَلَا تَظَالَمُوا ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ
، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ ، إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ
، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ
، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ، يَا
عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي
، فَتَنْفَعُونِي ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ
وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ، مَا زَادَ ذَلِكَ
فِي مُلْكِي شَيْئًا ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ
وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ
مُلْكِي شَيْئًا ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ
قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ
، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ
الْبَحْرَ ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ
إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ
، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ".(2)
الخطوة الثالثة:- تب إلى الله.
فالتوبة هي ذاك الضوء المنبعث من أمامك
وأنت في ظلمة وتناديك قائلة:- ألم تسمع قول الله تعالى:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.(3)
ألم تعلم أن الله قد قال في كتابه:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ
عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.(4)
وقال أيضا:{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.(5)
وقال لنبيه:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي
هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}.(6)
ألم تستحي من ربك حينما قال:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن
تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}.(7)
ألم تسمع لحديث أنس ابن مالك عندما قال:{سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا
كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ
ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ
أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا
لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً}.(8)
فيا عبد الله هاك بابي مفتوح ، ففيه سعادتك
، وبُعد تعاستك ، وها أنت ذا حزين تعيس مهموم بسبب ذنوبك ، ولقد سمعتَ أن عبد الله
ابن المبارك قد قال:-
رأيتُ الذنوبَ
تميتُ القلوب *** وقد يورث الــذلَّ إدمـانُهـا
وتركُ الذنوب حياةُ
القلوبِ ***
وخيرٌ لنفسكَ عصيانُها.
فتعال عندي ، وادخل
بابي ، فعندي ستجد السعادة والأمان ، ولن يقربك هم ولا شقاء.
المرحلة الثانية:- بعد التوبة.
وهذه المرحلة ركنها الأصيل تغيير النفس ، لأن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ولتغيير النفس خطوات ثلاثة:-
الخطوة الأولى:- حسن أخلاقك.
فحسن الخلق واجب عليك أن تبحث عن طريقه وتسير على هداه
وتتدرب على القيام به ، وتجاهد نفسك على
لزومه ، لأن حسن الخلق يغير شخصيتك من السوء إلى الوقار ، وهو سببا من أسباب
اجتلاب السعادة ، وهو الطريق لامتصاص الغضب والتحلي بكظم الغيظ.
غير أنه السبب الأعظم لتغيير النفس ، والتحكم بها ، وهدم
النفس الأمارة بالسوء.
الخطوة الثانية:- القيام بواجباتك تجاه المولى عز وجل.
فبدون أن تقوم بواجباتك تجاه الله فلن تتغير أبدا ولن
تشعر بحلاوة الإيمان والأيام.
وعليك
أن تجعل جل اهتمامك في هذا المقام بشيئين:
أ
– المحافظة على الصلاة في جماعة:- فإياك أن تتكاسل في واحدة فتتكاسل في الباقي فالصلاة كما
نعلم هدى ونور وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
قال
تعالى:{وَأَقِمِ
الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ}.(9)
ب
- عليك بكثرة النوافل:-
فتهتم بقيام الليل والسنن ، والمحافظة على صيام يومي
الإثنين والخميس من كل أسبوع ، وصيام الثلاث البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس
عشر من كل شهر هجري.
الخطوة الثالثة:- الإحسان.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ ، فَأَتَاهُ
جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : مَا الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ
اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ.(10)
المرحلة الثالثة:- لحظة شيطان.
وهي تلك اللحظة التي لا تتحمل فيها نفسك ترك المعصية
وتشتاق إليها كما يشتاق الذئب إلى فريسته.
وهذه اللحظة يا سيدي الفاضل إذا أردنا أن نقضي عليها
ونجعلها لا تستطيع أن تسيطر عليك فعليك بقطع الطريق عليها قبل أن تصل إليك بخطوات ست
يجب عليك أن تخطوها.
الخطوة الأولى:- أبعد أدوات الطريق
إلى المعصية عنك.
بمعنى أنك تشعر
بأنك تقوم بالمعصية في وقت محدد إن كان بجوارك أداة محددة أو كنت في حالة محددة في
وضع محدد.
فراقب نفسك وأبعد
نفسك عن هذه الأدوات واستبدلها بغيرها.
الخطوة الثانية:- الابتعاد عن القائمين بمعصيتك ومجالس السوء.
وهذا أمر في بالغ الأهمية ويجب أن تتدرب عليه.
ففي
البداية:- صاحب من يعاونك على
الطاعة والنشاط والعمل فاجعله بديلهم.
فإن ابتليت في يوم بجلوسك معهم من غير نية سابقة لذلك
فابتعد عنهم بأية طريقة كانت.
لأنك بجلوسك معهم ستقع فيما كنت عليه فتجدد معصيتك.
الخطوة الثالثة:- استحضر الجائزة ولا تأمن مكر الله.
فإن ارتدت اللحظة قناعا لتضلك عن سبيلك فاحفظ الله
يحفظك.
فَعَنْ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ رضي الله
عنهما قالَ : كُنتُ خَلفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : "يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكُ كَلماتٍ :
احفَظِ الله يَحْفَظْكَ ، احفَظِ الله تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سَأَلْت فاسألِ الله
، وإذا استَعنْتَ فاستَعِنْ باللهِ
".(11)
فاخش ربك بالغيب تنال الجائزة.
فلقد
قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ
كَبِيرٌ (12)}.(12)
الخطوة الرابعة:- الابتعاد عن المكان
الذي أنت فيه.
فإن كشفت لك اللحظة عن ثوبها الحقيقي مرة أخرى كما هي
عادتها فعليك بالابتعاد عن المكان الذي أنت فيه الآن والانشغال عنها بشيء آخر
تحبه.
كالصلاة أو السير في الطرقات أو زيارة الأرحام أو ملاقاة
الأحبة أو ما إلى ذلك.
فابتعد عن وحدتك
التي أنت فيها الآن قدر المستطاع فبذا يكون الخروج من مأزقك الذي أنت تائه فيه.
الخطوة الخامسة:- امتلاك بديل المعصية.
فإن أسرعت اللحظة في سيرها كالعاصفة لتنقض عليك فتقضي
عليك فاقض عليها بعدوها.
وعدوها بديلها.
أي:-
نقيضها.
فإن كانت معصيتك على سبيل المثال شرب الخمور فاستبدله
بما لذ وطاب من غيرها مما هو حلال طيب.
وإن كانت المعصية في سلكك طريق الزنا أو شعبه فعليك
بالحب الصادق.
وقس على ذلك.
الخطوة السادسة:- أنر قلبك وأسعد نفسك.
وبعدها خطط لنفسك حياتك الجديدة واسلك الطريق إلى
النجاح.
ففي ذلك تنتصر
على اللحظة التي تظن أنك لا تقدر عليها بل انتصرت على المعصية ككل.
الخاتمة
هذا هو الطريق الصحيح السليم الذي يتقبله العقل للقضاء
على المعصية المبني على المجاهدة والتحمل والصبر والذي يظهر منه قوي الإيمان من
غيره ، وتظهر درجة إيمان العبد ، ولأن معاصي العباد دائما ما يكون أغلبها سرية
فربك وحده هو من يعرف درجة إيمان العبيد ، فهو الذي يعلم ما تكن الصدور وما تظهر
وهو الذي يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:- إبراهيم محمد إبراهيم
الصياد.
تحريرا في مساء يوم الإثنين:-
04 ربيع
أول 1440 هـ.
12 نوفمبر
2018 م.
03 هاتور
1735 ق.
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
{سورة طه: 124 – 126}.
(2) {رواه مسلم: 4802}.
(3) {النور: 31}.
(4) {الشورى: 25}.
(5) {الزمر: 53}.
(6) {سورة الحجر: 49 – 50}.
(7) {سورة الحديد: 16}.
(8) {أخرجه الترمذي:
3491 /
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ،
لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ}.
(9) {سورة العنكبوت: 45}.
(10) {رواه البخاري:
كتاب الإيمان
– باب سؤال جبريل
النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام}.
(11) {رواه الترمذيُّ
وقال: حديثٌ حسنَ صَحيحٌ}.
(12) {سورة الملك: 12}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق