الاعتراف بالنجاح
تمهيد: ينجح بعض الناس نجاحا
بسيطا فتتفاجأ بأنه قد أصبح حديث الناس، وينجح بعض الناس نجاحا حقيقيا فيه من
الإنجازات ما فيه ولا تجد أحدا من الناس قد اعترف بنجاحه.
فيا ترى: ما هي الأسباب التي
تجعل الناس يعترفون بنجاحك فيحتفلوا به؟ ولماذا لا يحتفل الناس بمن نجحوا نجاحا
باهرا وماذا يصنع الناجح تجاههم؟
فعلى بركة
الله نبدأ وبه نستعين.
الاعتراف
بالنجاح
من المعلوم أنه ليس من السهل على
أحد من البشر أن يعترف بنجاح غيره إلا في حالتين:
الحالة الأولى: أن تكون ابنا لشخصية مرموقة.
وليس شرطا أن يكون معنى كلمة شخصية مرموقة أن
يكون أباك عالما فقط، بل يدخل فيها أن يكون أباك من أثرياء القوم، أو على أقل
تقدير أن له معاملات مع شخصيات مرموقة.
حينها يعترف الناس بنجاحك وإن كان نجاحك في
تقدير المقبول، بل ويحتفلوا بك.
الحالة الثانية: أن تكون ابنا للشخصية التي تود منها الاحتفال بك.
بمعنى أنه إن لم تكن ابنا لشخصية مرموقة فلا
تنتظر من أحد أن يعترف بنجاحك لأنك إن سألت: لماذا لا يحتفلون بي ولا يعترفون
بنجاحي؟
فستجد الجواب: وهل أنت ابنا لي؟
فهاتان هما الحالتان اللتان يحتفل المجتمع
بنجاح أحدهم ويعترفوا بنجاحه.
ومن هنا يأتي السؤال: ماذا سيصنعون تجاهي إن لم أكن من هاتين الحالتين؟
والجواب: هو أنهم سيجتنبونك فلن تجد منهم لا سلاما ولا كلاما
وإنما ستجد منهم نظرات حقد وكراهية لنجاحك.
والأعجب: أنك ستجد أحباؤك الذين تجالسهم قد هجروك ولا يودون لقائك
وأصبحوا من الأعداء.
ومن هنا يأتي السؤال: وماذا أصنع تجاههم؟
والجواب: عليك بشيئين.
الأول: هو أن لا تُذكرهم
بنجاحك مهما فعلوا بك من أفاعيل.
لأنك إن
ذكّرْتَهُمْ بنجاحك فلن تجد سوى مقولة محرجة من شخص ليس عنده رائحة الذوق وهي:
نجاحك هذا لنفسك وليس لي.
الثاني: هو أن تتركهم وشأنهم وتزداد نجاحا على نجاح لأنهم
ينتظرون حتما منك أن تسقط.
الخاتمة
لكي تشعر بسعادة نجاحك فعليك بأن تجعل نجاحك
خالصا لوجه الله وأن تجعله رفعة لتحقيق غاياتك التي من أجلها سعيت نحوه، فهم
يعلمون بنجاحك، وهم لن ينظروا إلى طريقك الشاق بل سينظرون إلى أنك نجحت وكفى، فلذلك
زد على نجاحك نجاحا وحقق غاياتك التي من أجلها سعيت نحو النجاح لأنك إن فعلتها فستجدهم
طارقين عليك الأبواب مستسلمين خاضعين طالبين منك أن تخرجهم من كربة دنيوية ما.
وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: إبراهيم محمد إبراهيم الصياد.
حرر بعد عصر
يوم السبت الموافق:
1 محرم
1441 هـ.
31 أغسطس
2019 م.
25 مسري
1735 ق.
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق