الأحد، 8 مارس 2020

نزيف القلب


نزيف القلب
تمهيد: لكل فرد من الأفراد شيء خاص به، وهذا الشيء بالنسبة للفرد سبب في جلب سعادته وجلاء غمه وهمه وكربه، وفي ذات يوم يتفاجأ باختفاء ذلك الشيء الهام عن عالمه، فيشعر بألم شديد ونزيف في القلب يسيل.
ومن هنا وجب علينا أن نحدد هذه الجراحات فنعرف أسبابها وكيفية العلاج منها عسى أن يحدث الله بعد ذلك أمرا.
أنواع الجراحات
وهناك ثلاثة أنواع لجراحات القلوب.
النوع الأول: فقدان الرضا.
إن فقدان الرضا أقوى وأشد أنواع جراحات القلوب، فمنا من تتغير شخصيته، ومنا من يصبر ويحتسب، ومنا من لا يقدر على العيش في هذه الحياة.
إن فقدان الرضا يجعل القلب ينزف، والحياة تنقلب رأسا على عقب.
وله ثلاثة أقسام:
القسم الأول: فقدان رضا الله عز وجل.
بأن تعصيه وتداوم على معصيته وأنت تشعر بفقدان الرضا من خلال أمرين:
الأمر الأول: فقدان محبة الناس.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ ، قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ : إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ ، قَالَ : فَيُبْغِضُونَهُ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ. (1)
الأمر الثاني: فقدان سعادة الدنيا.
فقد قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}. (2)
ولهذا وجب عليك أن تتوب وتعمل صالحا.
فقد قال تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. (3)
وقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}. (4)
القسم الثاني: فقدان الرضا عن الذات.
وفقدان الرضا عن الذات يكون بسبب الشعور بالإهانات والضعف والذلة والمسكنة، فإن القلب ينزف نزيفا حادا لدرجة أنك لا ترضى عن نفسك.
ولهذا وجب عليك أن تسلك طريق النجاح فتقوم بطاعة الله وتقواه ، وتحسن من أخلاقك ، وتضع الخطة الملائمة من استعانة بالله والتوكل عليه وكسبك صفة تغيير النفس وعدم المغالاة في فرحة لم تتمكن منها وأن لا تحزن على أمر قد اختفى فجأة ولا تُعلم أحدا موطن مفتاحك وأن تكن كما تريد وليس كما يريدون ، وبعدها اهدأ وركز عند وضعك الخطة ، وتقوم باستشارة الخبراء والمتخصصين ، ثم اختر الشركاء المناسبين ، وإياك والخطأ فلا تتواكل ولا تتخلى عن شيء مما خططت له وهو من المهم في شيء ، ولا تجني الثمرة قبل نضجها ، وإياك وأن تهبط عزيمتك ، فتتكاسل أو تطمع ، أو تصاحب التعساء ، واجتنب النظر إلى سلبيات الحياة كأن تنظر لحالتك فتيأس من فقرك أو ضعفك النفسي أو الجسدي أو تنظر إلى فساد المجتمع ، أو تشطط عند وصولك آخر الطريق.
القسم الثالث: فقدان رضا الأحبة.
بأن بدر الخطأ منك فإنك ستشعر بالوحدة القاسية التي تجعل القلب ينزف نزيفا حادا فحاول أن تعتذر وأن تصلح ما أفسدت وتوكل على الله في ذلك فإن قبلوا كان الإصلاح وإن لم يقبلوا كان منهم الفـُجر في الخصومة الذي لا يرضاه الله لأنه علامة على النفاق ومن هنا سينصرك الله عليهم ما دمت صادقا حقا في الاعتذار والإصلاح.
ومن هنا يأتي التدرج إلى النوع الثاني من أنواع الجراحات.
النوع الثاني: فقدان الأحبة.
وفقدان الأحبة له صورتان:
الصورة الأولى: فقدان من أجل الموت.
وهذا الفقدان يجعل القلب ينزف إلى أن يجد بديلا يعوضك عن الحبيب الذي قد مات، إلا أن شعورك الأصيل المكون من المودة والألفة والمحبة ما زال موجودا فيك وسيظل موجودا معك وكأنه عوض عن الحبيب الذي قد مات وكأنه لم يمت بسبب تذكيره لك بالحبيب.
وربما في فقدانه لطفا خفيا لم تدركه كما تعلمنا من قصة الخضر وموسى في قضية الغلام الذي قتله الخضر من أجل أن يبدل الله أبواه بمن هو خير منه.
والصورة الثانية: فقدان من أجل تغير الأحوال.
بمعنى أن الحبيب فقدته لأنه ولى وجهته عنك، وأصعبه في الخيانة منه على نحو ما سنفصله، وفي كلا الحالات فإن شعورك الأصيل المكون من المودة والألفة والمحبة سيقل ضوءه تدريجيا إلى أن ينتهي، وعلى الأغلب سيأتيك شعور بالندم على معرفتك إياه في يوم من الأيام.
وربما في فقدانه لطفا خفيا فربما لو استمر معك لأوردك إلى التهلكة وأنت لا تدري.
أو معرفة بحقيقته التي لم تكن تعرفها أو كنت تسعى إلى مجادلة نفسك بعدم الاعتراف بحقيقته، أو التأكد من حقيقته.
أما عن أقسام الأحبة فهم ثلاثة.
القسم الأول من الأحبة: عائلتك.
وهو أشد أقسام فقد الأحبة على النفس، لأن الأسرة التي ولدت فيها وتعيش معها منذ أن ولدت هي من جعلت شخصيتك تتكون، وجعلتك في غنى عن الوحدة لأن فيهم المؤازرة والنصرة والمودة والمحبة.
أما عن الصورة الأولى: فقدان من أجل الموت.
فأصعبه يكون في أسرتك التي تعيش في داخل بيتك الذي تعيش أنت فيه، كالأم والأب والأخ والأخت، والابن والابنة، والزوج والصاحبة.
فإن الفجيعة في فقدهم.
أما أقرباؤك الأبعد منهم كالجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة وأولاد العمومة والخؤولة وما إلى ذلك فإن الفجيعة ستكون أقل بكثير.
والسبب: أن المؤازرة والنصرة والرعاية والعناية تخرج من بيئتك التي تعيش في بيتك أكثر ممن هو خارجه.
ومن هنا تكون الفجيعة كبيرة خاصة إن لم تصل إلى سن الاعتماد على النفس، فربما أصابك يُتم، أو ضعف، أو تكالب الناس عليك.
ومن هنا: وجب عليك أن تلجئ إلى الله وحده وأن تصبر صبرا جميلا، فإنك يا هذا قد نسيت من بيده المؤازرة والنصرة والرعاية والعناية الحقيقية، إنه الله ولا أحد غيره، فهو مسبب الأسباب، وإياك أن تنسى أن في السماء رزقك وما وعدت به.
أما عن الصورة الثانية: فقدان من أجل تغير الأحوال.
فله ثلاث ألوان:
اللون الأول: الخصومة.
فبعد أن كانت العلاقة طيبة والنهر صاف جاءت الخصومة لتعكر الصفو وتمحوا العلاقات من أجل اعتدائهم عليك.
أما اعتدائهم عليك: فهو ظلمهم الذي لا يغتفر عليك وما أقساه على القلب فإنه يسبب له نزيفا كالسيلان الجارف الذي لا يتوقف.
فإما أن تعفو وتصفح، وإما أن تبتعد عنهم إلا أنه من الواجب عليك أن تتوقف تلك الخصومة صوريا على الأقل، فربما سيأتي وقت النصر، أو يأتي من نسلهم من يرد إليك حقك، أو ربما يكون لك خيرا ستأخذه، وفي كلا الحالات الجأ إلى الله فإلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم.
اللون الثاني: حسد ونقمة.
بمعنى أن الله قد أكرمك بمنحة ما فتجد عائلتك تختفي من أمامك تدريجيا حسدا ونقمة، أو يعادوك للسبب نفسه.
فإن هذا يدمر الفرحة التي بداخلك، ويسبب للقلب صدمة لم يكن يتوقعها مما يؤدي إلى نزيف.
اللون الثالث: عدم الوقوف معك في وقت الأزمات.
بمعنى أنه قد أصابك محنة أخذتك إلى سجن الظلمات فأخذت تستغيث بعائلتك ليقوموا بمساندتك فتفاجأت بتلك الجملة المشهورة التي إن سمعتها ستسمعها وكأنك تسمعها للمرة الأولى.
والجملة هي: وما دخلي أنا، هذا شأن يخصك وحدك، أنت السبب في وقوعك إلى سجن المهالك، أتريد مني أن أقع معك في نفس السجن، أبعدني عن هذا الموضوع.
ومن هنا تشعر بألم في القلب فيسبب النزيف القاس.
إلا أنه قد وجب عليك أن تلجأ إلى الله وأن تصبر وتحتسب وأن تتخذ لنفسك طريقا للنجاح يغنيك عنهم وأن تبني لنفسك أسرة تغنيك عنهم فبهذا سينتهي وجع النزيف وإن كان مستمرا لا يتوقف.
القسم الثاني من الأحبة: خسارة الحبيب.
وهو أن تخسر من سيكون شريك حياتك قبل أن يأتي موعد النكاح.
وهذا هو الدرجة الثانية من الشعور بالقهر والانكسار بعد العائلة.
لأن العائلة منك وأنت منهم، فخسارتهم فيها شعور بالهلاك والحسرة والويلات، أما الحبيب فليس منك لأنه غريب عنك وإن كان الحبيب من عائلتك فإن الخسارة في الشعور بضياع الأيام الفائتة التي كنتما تعشقان فيها بعضكما ليس إلا.
والشعور بخسارة العائلة دائم حتى خروج الروح، أما الشعور بخسارة الحبيب فإن الزمن كفيل بإبراء وجع الفراق وإن لم تنساه.
أما عن الصورة الأولى: فقدان من أجل الموت.
فهو سيسبب لك الألم إلا أنه لن يؤثر على مستقبلك في شيء، وستظل صورته قائمة في وجدانك إلى أن تموت، خاصة إذا تزوجت بآخر أقل منه شئونا في الصفات الخلقية والخلقية.
فيجب عليك أن تصبر وتحتسب فإن في خسارة الحبيب آلام ما لها دواء سوى اللجوء إلى المولى عز وجل فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
أما عن الصورة الثانية: فقدان من أجل تغير الأحوال.
فالسبب فيه عدم الاختيار الصحيح منذ البداية، أو أنك كنت تظن أن الحبيب هو صاحب المقام العالي والمثل العليا فتفاجأت بعدها بعكس ذلك، أو مصاحبة الشك في الوصول إلى درجة الزواج.
ولهذه الصورة لونان.
اللون الأول: الانشغال عنك بطلب العلياء.
بمعنى أن الحبيب يسير في طريقه نحو طلب المعالي، وها هو ذا يتقدم خطوة إثر أخرى، وهو الآن يحبك حبا عظيما إلا أنه ينظر إلى المعالى أكثر من النظر إليك فأنت أمامه تنظر إليه، والعلياء في ظهرك وها هو يقترب منك أكثر فأكثر إلى أن وصل ناحيتك فتخطاك فدار لك ظهره استئنافا لطريق المعالي.
وكأن ما كان منه خداعا وحنينه لك ليس بحنين لأنك كنت محطة في طريق الوصول نحو المعالي فأنت واقف هناك في منتصف الطريق وهو لم يصل ناحيتك الآن فكنت بالنسبة له مجرد استراحة يرتاح فيها من عناء الطريق وبعدها يستأنف طريقه.
فبدلا من أن يأخذك معه فتستأنفان الطريق سويا تجده بعد استراحته يستأنف طريقه بدونك.
فما أقساه على القلب، إنه نزيف ما بعده نزيف، فهل أنت مخطئا في حبك له؟ ألم يكن يحبك كما كنت تحبه؟ ألم يعترف لك بهذا ولو بصورة غير نطقية؟
بلى، إنه أحبك حبا حقيقيا وكل ما كان بينكما حقيقي إلا أنك في حقيقة الأمر كنت مجرد استراحة ليرتاح فيها من عناء الطريق ليستأنف طريقه.
فهذه هي الحقيقة وذاك هو الجواب.
غدر تراءى كهفه     من فعله وجد الأثر.
اللون الثاني: الحبيب قد صار غنيا.
بمعنى أنه قد تبدل حاله بعد أن أغناه الله وأنت بالنسبة له ما زلت على هيئتك القديمة وإن تغيرت بعض الشيء، فهو الآن يراجع حياته ويريد أن يتغير نمط حياته لتغير حالته الماضوية فنراه ينسلخ انسلاخا تاما ومن هنا يتغير عليك لأنك من ماضيه وليس من حاضره وأنك لم تعد في مستواه القديم فقد تغيرت الأحوال.
اللون الثالث: ظن بك الظنون.
بمعنى أنه لم يفهمك على حقيقتك ولم يعرف داخلك وخارجك على النحو الحقيقي، فيظن أنك على سبيل المثال لست مؤهلا الآن إلى الزواج ولم يعد لك صبرا عنده وإن كنت انتهيت من الطريق أكثره.
وهذا اللون خاص بنمط البيئة التي منها ذلك الحبيب، لأن الأمر يزداد تعقيدا إن كان السبب في ذلك دخول النميمة عن طريق الأقارب أو الأصدقاء أو تدخل نصيحة الهدم منهما لأن الحبيب يظن أنه أدرك الصواب ولم ينحرف عنه وأنه من الانحراف أن ينحرف عن تلك النميمة أو نصيحة الهدم هذه، فنراه في نهاية المطاف يولي وجهته عنك وإن وصلت إلى آخر الطريق بعد ذلك القرار بساعات قليلة.
فمن هذه الألوان الثلاثة ندرك أن السبب الحقيقي يكمن في الاستغناء عن التوكل على الله حق توكله وطرح المودة بعيدا.
فلربما يكون الشخصان فقيران فعندما تقابلا أحبا بعضهما وقررا أن يسيرا نحو طريق المستحيل للتهيؤ لتكاليف الزواج، وسلاحهما في التوكل على الله حق توكله وحبهما لبعضهما، فتصيبهما رحمة ويتحقق المستحيل فيصبح واقعا إلا أنه بقي القليل، إلا أن أحد الطرفين يخون الميثاق لأنه قد أغناه المولى عز وجل بمال أو ضياع أو تفوق في علم من العلوم فيظن بطرفه الآخر الظنونا بأنه لن يستطيع الاستئناف وإن بقي له القليل ويعطي لنفسه الأعذار الوهمية ليصدق وهمه فهو قد نسي أن السلاح المشترك كان في التوكل على الله والمودة والألفة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن هنا ينزف القلب نزيفا كالسيول الجارفة والصواعق المهلكة والبرق الذي شق القلب شقا فاندك من بعد ذلك دكا.
وهنا يأتي سؤال!
س: هذا مع الحب الصادق فما بالنا إن كان الحب وهميا؟
الإجابة: هو إن مات فإنك ستحزن عليه حزن قريبك الذي هو من درجة بعيدة عنك وكأنه حفيد ابن عم أباك، والحزن ليس من باب الحزن على فراقه وإنما من باب أنك خسرت تلك المصلحة التي كان الزواج سيقوم على أساسه، فهذه هي الحقيقة.
أما: إن فارقك هكذا فحدث للقلب نزيف فهذا لأنك أحببته صدقا وهو قد أحبك حبا وهميا.
أما إن كان غير ذلك فلا يسمى نزيفا وإنما يسمى عداء ونقمة.
بمعنى أن تسأل وتقول: كيف لهذا أن ينساني؟ سأنتقم منه.
أو تقول: أراح واستراح.
لكن اعلم أنه ما تركك إلا أنه قد وجد مصلحته في غيرك لأنكما كنتما ستتزوجان لمصلحة أو منفعة محددة معلومة للجميع، ورأى فيك أنك لا تصلح لتلك الغاية، أو أنه غدارا للعهد ناقصا للمروءة لا أقل ولا أكثر.
إلا أن هناك لونان مشتركان يحدثان في الحب الصادق والوهمي من بعض الأشخاص.
اللون الأول يسمى ب: فراق النكبة.
وفراق النكبة يحدث من الشخص الذي من المفترض أن يكون شريك حياتك المستقبلي من أجل أن أصابته نكبة ما.
بمعنى: أنه كان معتمدا على أهله في تكاليف الزواج فإذا بهم يرفضون، أو أنه كان معتمدا على عمل مستقبلي فإذا به قد يخسره، أو أنه قد أصابه حزن ليس له منه خلاص.
ففراق النكبة: هو الشعور بالفشل المصاحب لليأس والاستسلام.
وهو يحدث من الطرف الآخر في حالة الحب الصادق بسبب أنه يشعر بأنه لا يستحق أن تتزوجه وأنه أقل منك بكثير، فلا داعي إذا أن يظلمك.
ويحدث في حالة الحب الوهمي بسبب أنه يشعر بعدم وقوع الظلم المستقبلي عليك لا من أجلك أنت ولكن من أجل ألا تصل الأضرار عليه أو على أبناءه وربما أنت.
ومن هنا وجب عليك أن تخفض له جناح الذل من الرحمة إن كان الحب صادقا لأنه إن رأى منك ذلك فستأتيه الهمة والعزيمة فيستأنف التوكل على الله عز وجل فيتحقق المستحيل.
أما إن كان وهميا: فصلي صلاة الاستخارة وانتظر الجواب، والخير بعدها فيما قدره الله لكما.
أما اللون الثاني: الخيانة الخالصة.
وهذه قضية هامة، لأنه في بعض الأحايين نجد أن الحبيب وجد من هو أفضل منك حالا وهيئة، وهو قد أحبك حبا صادقا أو حبا وهميا إلا أن من حوله أو هواه قد غلبا عليه فنراه يتحجج بشيء فيك أو منك ليتركك ويختار الآخر.
أما عن الحب الصادق: فنادرا ما نجد هذا.
أما عن الحب الوهمي: فكثيرا ما نجده لأنه مبني على اختيار الأفضل حالا وهيئة فإن وجد الأفضل كان الاختيار والطلب وإن وجد الأفضل منه كان الاختيار والطلب وهكذا دائما.
وهذا يرجع إلى أمر من أمرين:
الأول: فساد التربية.
فقد تربى على حب نفسه لا على حب غيره فنفسه أولا وزيادة على ذلك وجدنا شعاره: أنا ومن بعدي الطوفان.
الثاني: فساد براءته.
وفساد البراءة لا يأتي عفو الخاطر وإنما بالتدريج فكلما يخطو خطوة يخسر من براءته شيئا آخر.
أما عنك فإنك في هذه الخيانة تشعر انقلاب الدنيا رأسا على عقب فالقلب أصابه النزيف.
فإن كان الحب مبناه الصدق: فحقك أن تحزن على الحبيب لأنها خيانة ووجب عليك الاقتراب من ربك واللجوء إليه وأن تصبر صبرا جميلا وحاول أن تنساه بالتدريج فاهتم بشئون عملك ومستقبلك واطلب من الله العوض عنه فإن الله مع الصابرين.
أما إن كان الحب مبناه الوهم: فإنك لن تشعر بهذا النزيف الحارق وإنما كما ذكرنا من قبل: هو شعور بالعداء والنقمة ليس إلا.
ومن هنا وجب عليك أن تطلب الحب الصادق، وأن تطلب الخير فيمن هو أفضل منه دينا وعلما وأخلاقا ومالا وحسبا ونسبا، فإن صدقت في الأمر فإن الله سيعوضك خيرا ما دمت مع نفسك صادقا.
القسم الثالث من الأحبة: خسارة الرفيق.
اعلم في البداية أن الأصدقاء ثلاثة: صديق وفي صديق الحاجة صديق المواساة.
والصديق الوفي: من صاحبك محبة فيك لأنه وجد فيك السعادة إن صاحبك.
وصديق الحاجة: هو من صاحبك لاحتياجه لك لتحقيق غاياته وطموحاته.
وصديق المواساة: هو من صاحبك رجاء أن يشعر أنه ليس التائه الوحيد في هذا العالم.
أما عن الصورة الأولى: فقدان من أجل الموت.
فإن مات الصديق الوفي فستحزن عليه وستشعر بنزيف القلب لأنك تعلم أنه لن يعوض.
وإن مات صديق الحاجة وصديق المواساة فسيكون الحزن من أجل أنهما كانا يملآن فراغك وقد أصبحت بعدهما وحيدا بعض الشيء.
أما عن الصورة الثانية: فقدان من أجل تغير الأحوال.
فإن صديقك الوفي لن يتركك إلا إذا تغيرت أنت فشوهت من صورتك أمامه فإما أن يحاول إصلاحك وإما أن تنصلح.
إلا أن الإنسان مع مرور الأيام والشدائد يتغير ويتبدل حاله فربما ترى صديقك الوفي قد تغير حاله وتبدل وقد خسر براءته من أجل هموم الحياة أو من أجل أنه قد خسر براءته فقد جاء ما جعله يتغير ويتحول وينسلخ من أجل طمعه أو صحبته السيئة أو مصاحبة من هو أعلى وأفضل منك شأنا.
ومن هنا ستشعر بنزيف في القلب، وكأنه لم يعد هناك أصدقاء أوفياء في هذا العالم، إلا أنه وجب عليك أن تحاول في إصلاحه فإن لم ينصلح فاهجره هجرا جميلا، واطلب مصاحبة غيره، إلا أنه وجب عليك أن لا تعطه أسرارك إلا إذا استحق الأمر.
أما صديق الحاجة: فإن انتهاء الصداقة بانتهاء الحاجة، بل نجدها في الأغلب تتحول إلى عداء شديد.
ولذلك فإن القلب ينزف نزيف الحزن على فقدان براءة الدنيا وينزف نزيفا أشد إذا تحول هذا الصديق إلى عدو أسفا على براءته الماضوية.
إلا أنه وجب عليك الحذر منه ومن غيره وزد على نجاحك نجاحا فكلما زاد نجاحك كلما هانت قوته، وبعد ذلك أعط لمن يستحق العطاء وقليل العطاء لمثل هذا وليس الكثير.
أما صديق المواساة: فبمجرد أن يعلوا عليك درجة فسينقلب عليك وبمجرد أن يكون أقل منك شأنا فسينقلب عليك إما هجرانا أو عداوة.
ومن هنا سينزف القلب من أجل اكتشافك لتمثيله عليك في الزمن الماضي، إلا أنك نسيت أنه قد صاحبك من أجل طلب المواساة بأنه ليس التائه الوحيد في هذا العالم.
ومن هنا نعلم أن الدواء يكون في طلب الصديق الوفي فإن لم يكن وفيا فلا تصاحب إلا حفظ كتاب الله عز وجل وحفظ العلوم، فمصاحبة العلوم تغني عن مصاحبة الألوف.
ومن أنواع الجراحات.
النوع الثالث: فقدان الأمل.
بأن كان عندك طموح في أن تصل إلى قمة النجاح فوقعت في دركات الفشل.
الدركة الأولى: أنك لم تخسر شيئا.
بمعنى أنك كنت تود المزيد من الغايات فإذا بك لم تنجح في امتلاكك للمزيد من الغايات هذه، وبذلك أنت لم تخسر شيئا سوى ضياع الوقت وراء محاولاتك لامتلاك تلك الغايات.
فحزنك وأسفك في ضياع الوقت ليس إلا، إلا أنك ستحاول أن تقول: قد اعتركتني تجربة واستفدت منها في علمي أشياء لم أكن أعلمها.
ومن الواجب عليك بعدئذ: أن تتوكل على الله وأن تستعلم أولا عن الأشياء التي تحاول امتلاكها علم الرجل لنفسه، وانظر إلى مستواك وحاول إن وصل مستواك إلى درجة أقل قليلا من الشيء الذي تحاول امتلاكه فحينها سيعطيك الله إن استعنت به.
الدركة الثانية: خسرت مما أقل عندك.
فبعد جهد طويل للوصول إلى الغاية المرجوة نرى الحادثة التي لا تستطيع بسببها أن تصل إلى الغاية وزيادة على ذلك تنقلب الأحوال وتخسر مما كنت تملكه.
وهذا هو البلاء المقصود في الآية الكريمة:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}. (5)
فإن فيه لطفا خفيا لم تدركه أنت فلربما إذا وصلت إلى غايتك لخسرت مالا يجب عليك أن تخسره.
فاصبر واحتسب واعلم أن الله سيعوضك خيرا، كما تعلمنا من قصة الخضر مع موسى.
الدركة الثالثة: خسرت كل شيء.
وهو الإصابة بالهلاك المحقق من الله لك من أجل وقوعك في الفساد الكبير.
بأن تجحد فضل الله تعالى كما فعل صاحب الجنتين وقارون والأقرع والأبرص، أو تظلم نفسك كما حدث مع ذلك الرجل الذي تباهى بنفسه فخسف به الأرض، أو تظلم حقوق الأقربين كما حدث مع الغلام الذي قتله الخضر، أو تظلم غيرك كما حدث مع أصحاب الجنة.
ومن هنا: أسرع بالرجوع إلى خالقك فعسى الله أن يبدل سيئاتك حسنات وشقائك نعيم.
فوائد النزيف
وكما أن الصبر على المرض فائدته مغفرة الذنوب من المولى عز وجل فإن لنزيف القلب ثمرات خمس.
الثمرة الأولى: الرجوع إلى الله.
فمن كان عاصيا فتاب فقد رجع إلى المولى عز وجل وعرف الطريق المستقيم فنال المغفرة والنجاة.
الثمرة الثانية: الرجوع إلى طريق الهدى والرشاد.
فإن لم يصيبك الكبر والخيلاء فإنك ستقوم بإعطاء كل ذي حق حقه ولن تمنع أحدا حقوقه الواجبة عليك.
الثمرة الثالثة: معرفة الحبيب من العدو.
فبعد أن أصابتك الخيانة من أحدهم فإنك سترى من سيقف بجانبك وبعد أن كنت تظن أن هذا وفيا تراه عدوا وخائنا.
الثمرة الرابع: معرفة الصواب من الخطأ.
فمن التجربة التي أصابتك فإنك قد عرفت الصواب من الخطأ فلربما وقوع مصيبة أفضل من ألف نصيحة.
الثمرة الخامسة: تحقيق الهدف.
فبعد أن ذقت الفشل واعتركتك التجربة فإنك قد عرفت معها كيفية الوصول إلى تحقيق الأهداف فتنالها بتوكلك على الله تعالى.
وماذا بعد نزيف القلب؟
وبعد النزيف ينقسم الناس إلى مذاهب شتى، فإما أن يصل الأمر إلى الكفر بالله والعياذ بالله، وإما أن ينتحر والعياذ بالله، وإما أن يؤذي من ظلمه بالقتل أو العذاب أو الأذى، وإما أن يؤذي نفسه فيبتعد عن طريق الله والهدى والرشاد، وإما أن تصيبه الأمراض المزمنة أو العارضة، وإما أن يحزن مدة طويلة، وإما أن يحزن مدة متوسطة، وإما أن يحزن مدة قصيرة، وإما أن ينتظر البديل، وإما أن يجري وراء امتلاك ما قد خسره وإن كان فيه هلاكه، وإما أن تصيبه عدم اللامبالاة، وإما أن يقف وقفة صدق فيصل إلى علاج النزيف.
علاج النزيف
علاج النزيف يكون في تحديدك الأسباب التي قد أوصلتك إلى الإصابة بالنزيف فترجع إلى الله وتستعين به وتطلب رضاه وتتوكل عليه حق توكله فإنه من يعطي ويمنع وبيده الأمر كله فيعز من يشاء ويذل من يشاء فيرفع ويضع وهو على كل شيء قدير.
قال تعالى مادحا المؤمنين:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)}. (6)
وقال تعالى:
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. (7)
وقال تعالى:
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}. (8)
{لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا}. (9)
وقال تعالى:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}. (10)
وقال تعالى:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَٰلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)}. (11)
وقال تعالى:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)}. (12)
وقال تعالى:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)}. (13)
فتوكل على الله واسلك طريق الصبر والجلد والنجاح والتفوق يعوضك الله خيرا وإلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم.
الخاتمة
إن نزيف القلب من القضايا الهامة التي هي من صميم حياتنا فمنها التجارب والفوائد ومنها الخسارة والفقدان ومنها الرجوع إلى طريق الهدى والرشاد.
ومن التجارب الحياتية وصلت إلى ما ألممت به هذه القضية فكانت النتيجة المستنبطة والعلاج الرباني المذكور، فثق بالله وثق بنفسك واعمل صالحا تنعم وتفوز.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: إبراهيم محمد إبراهيم الصياد.
حرر في عصر يوم السبت:
11 رجب 1441 هـ.
7 مارس 2020 م.
27 أمشير 1736 ق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) {صحيح مسلم: 4901}.
(2) {سورة طه: 124}.
(3) {سورة آل عمران: 31}.
(4) {سورة مريم: 96}.
(5) {سورة البقرة: 155 – 157}.
(6) {سورة آل عمران: 173 - 175}.
(7) {سورة البقرة: 268}.
(8) {سورة البقرة: 155 – 157}.
(9) {سورة الطلاق: 1}.
(10) {سورة الطلاق: 2 – 3}.
(11) {سورة الطلاق: 4 – 5}.
(12) {سورة الطلاق: 7}.
(13) {سورة الطلاق: 10 – 12}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شوقي رائد المسرحية الشعرية في أدبنا العربي الحديث

  المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على المصطفى خير المرسلين، وشفيع ال...